نظمت الجالية الكردية اعتصاما في حديقة الأمم المتحدة في رياض الصلح تنديدا بمقتل الشابة الكردية جينا اميني
وألقت حنان عثمان كلمة باسم رابطة نوروز الثقافية التي قالت نحن ندخل العام الخامس والعشرين من المؤامرة الدولية ضد الشعب الكردي بشخص المفكر الكردي أوجلان، الذي يخوض كفاحاً ومقاومة عظيمة ضد مؤامرة القرن، ونحيي ذكرى شهدائنا الذين ضحوا بأنفسهم تحت شعار (لا يمكنكم أن تحجبوا شمسنا).
أن الدولة التركية تمارس كافة انواع التعذيب بحق المفكر الكردي اوجلان، في ظل صمت دولي فظيع حيث يجب على اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب أن تتخذ موقفاً ضد نظام العزل داخل السجن وأن تفرض عقوبات على الدولة التركية، ويجب أن نعلم أن علاقة أوجلان بالشعب الكردي والنساء وكافة شرائح المجتمع لم يعد من الممكن قطعها.
أن أفكار المفكر اوجلان تقدم نموذجاً اجتماعياً تحررياً منظماً ألهم شعوب ونساء العالم، كما يتضح من الاحتجاجات التي بدأت بعد مقتل الشابة الكردية جينا أميني، فإن شعار (جين جيان آزادي) يمثل نضال المرأة من أجل الحرية في القرن الحادي والعشرين وأصبح شعاراً لجميع النساء اللاتي تمردن وناضلن.
حيث اننا وبأسم مؤتمر ستار في لبنان ندعم ونؤيد نضالات النساء من اجل التحرر في ايران، ونندد بقتل النساء واستهدافهن. ونقول لا لقتل الحياة.
كما اننا نستنكر وبشدة الانتهكات التركية المستمرة بحق الشعب الكردي عامة واستهدافها الدائم للنساء القياديات، كالشهيدة ناكيهان اكارسال والشهيدة زينب و نطالب المنظمات الدولية والامم المتحدة بالضغط على الدولة التركية الفاشية بالكف عن هذه الممارسات الوحشية.
بعدها ألقى خالد عفرين كلمة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي في لبنان جاء فيها في مثل هذا اليوم، التاسع من تشرين الأول، يمر أربع وعشرون عاماً على المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد آبو، والتي ماتزال مستمرة إلى يومنا من خلال مشاريعها المستهدفة لإرادة الشعوب وتاريخها، والتي حولت المنطقة وبلدانها إلى مرتع لكل القوى التي تعيش أزمة عميقة ووصلت بها الحال لأن تكون مركز الحرب العالمية الثالثة.
وقد اسفرت المؤامرة التي أخرجت القائد آبو من الشرق الأوسط، عن أسره في 15 شباط 1999، على يد قوى الهيمنة العالمية، ووضعه في سجن إيمرالي المنفرد في جزيرة نائية وسط بحر مرمرة في تركيا، حيث لا يزال القائد في عزلة عن العالم الخارجي بما ينافي كافة القوانين الإنسانية والدولية ويتعارض مع كافة المعايير الأخلاقية.
إن هذه المؤامرة لم تستهدف الشعب الكردي وقائده فقط، بل واستهدفت كل شعوب المنطقة عموماً، ونساء المنطقة والنساء الكرديات خصوصاً. ذلك أن القائد آبو قد بنى مشروعه البديل على محور حرية المرأة، وطرح مشاريع ملموسة لتحقيق تحرر المرأة على أرض الواقع. ولهذا السبب نجد أن القائد آبو تم استهدافه بهذه المؤامرة الدولية، حيث من خلاله تم استهداف حرية المرأة. وإذا كنا نشهد تصعيداً ملحوظاً لاستهداف النساء بقتلهن واغتيالهن والتنكيل بهن، فإن لهذا علاقة مباشرة باعتقال القائد آبو. فمقتل الفتاة الكردية جينا أميني في إيران، واغتيال الناشطة الكردية ناكهان أكارسال في السليمانية، واغتيال المناضلة الكردية زينب صاروخان في شمال شرق سوريا، إنما يدل بشكل واضح جداً أن الهدف هو محاولة نسف أطروحات ومشاريع القائد أوجلان حول حرية المرأة. ولكن هيهات!
ومن ناحية أخرى، ففي هذا اليوم أيضاً تمر الذكرى السنوية الثالثة لاحتلال تركيا ومرتزقتها الإرهابيين مدينة سري كانيه (رأس العين) ومدينة كري سبي (تل أبيض)، دون إيجاد اي حل دولي إنساني ينهي الاحتلال في المدينتين اللتين هجرها سكانها قسراً تحت وطأة القصف العدواني التركي سنة 2019. فقد تسبب الاحتلال التركي الفاشي والتخاذل الدولي بنزوح أكثر من 200 ألف مدني وسقوط مئات الضحايا، وفتح الباب على مصراعيه أمام الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في المدن المحتلة، من خطف وقتل وابتزاز مالي وتدمير للمقدسات والمنازل والإعدامات الميدانية ومشاريع التغيير الديمغرافي، بالإضافة إلى المعاناة اليومية التي يعيشها المهجرون عن أرضهم في المخيمات التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة بسبب عدم اعتراف الأمم المتحدة بها.
وعليه، فإننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في لبنان، إذ نندد بالمؤامرة الدولية هذه، ونرى أن قوى الهيمنة العالمية والإقليمية لازالت تصر على تنفيذ ما تخطط له للإيقاع بين الشعوب ودفعها إلى التناحر في سبيل فرض هيمنتها ونهب خيراتها؛ فإننا نؤكد على أن السبيل الوحيد لإفشال هذه المؤامرة يمر عبر ترسيخ براديغما الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، وعبر توحيد طاقات الشعوب في مواجهة قوى الهيمنة والاستبداد، والعمل على فك أسر القائد أوجلان للخلاص من براثن هذه المؤامرة الدولية.
كما ندين بشدة السياسات العدوانية للاحتلال التركي على شعبنا وارضنا في شمال شرق سوريا، ونطالب المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، وندعو القوى الدولية، المعنية عموماً والضامنة خصوصاً، إلى التحرك الفوري لإنهاء الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، ولاتخاذ كافة الإجراءات والسبل القانونية والإنسانية لضمان العودة الآمنة والكريمة لسكان سري كانيه وكري سبي وعفرين المحتلة إلى مناطقهم ومنازلهم، وإنهاء معاناتهم. ونؤكد على أنه لا استقرار ولا حل سياسي مستدام في ظل الاحتلال التركي للأراضي السورية، والذي يقلل من فرص القضاء على داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى، بل ويهيئ له بيئة مناسبة لإعادة تنظيم نفسه ويعد مصدراً مهماً لتمويل خلاياه في المناطق الآمنة في شمال شرق سوريا.
ثم ألقت نسرين برو كلمة باسم مبادرة نون قالت فيها مرةً أخرى تحلّ الذكرى الأليمة على قلوبنا جميعاً، وهي الذكرى الرابعة والعشرون لبدء حبك خيوط المؤامرة الدولية، التي حيكت بهدف اختطاف فاعتقال السيد عبدالله أوجلان، رمز الحرية والقضية الكردية ومؤسس مشروع الأمة الديمقراطية.
ففي العام 1998، بدأت الدولة التركية تهدد جارتها السورية بشنّ حرب شعواء عليها، بسبب احتضانها السيد عبدالله أوجلان، ونشرت قواتها وآلياتها العسكرية فعلاً على طول الحدود التركية السورية استعداداً للحرب. إلا إن السيد أوجلان رفضَ أن يكون سبباً أو ذريعةً في شن حربٍ لن تَعود على الشعوب بأي فائدة، فقرر الخروج من سوريا، وتوجّه إلى أوروبا بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 1998، إيماناً منه بأنه بذلك سيتمكن من تدويل قضية الشعب الكردي ومن الوصول بها إلى حل سلمي وديمقراطي نهائي.
لكن هذا الخروج كان بدايةً لعمليةِ قرصنةٍ دوليةٍ شاركت فيها الأجهزة الاستخباراتية في العديد من الدول العظمى، لتنتهي باختطاف السيد أوجلان، ومن ثم تسليمه للدولة التركية ليغدو معتقلاً في سجن إمرالي الانفرادي منذ 15 شباط 1999.
إننا باسم “مبادرة نون لحرية أوجلان”، ومن منبرنا هذا، نندد بهذه المؤامرة الشنيعة التي سلبت القائد حريته الجسدية، ويحاول صانعوها بشكل ممنهج إجهاض مشروعه القائم على الديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم، ويسعون من خلال اعتقاله إلى خلق مَظلَمة تتوارثها الأجيال، تُغِير الكراهية في القلوب بين شعوب الشرق الأوسط، وترسخ الطائفية بين أبناء الإقليم والبلد الواحد، وتشحذ دوافع الفرقة والانفصال لتحقق مصالح الدول الراسمالية التي تسعى لاستعمار الشعوب واستعبادها والاستيلاء على ثرواتها.
ونرى أيضاً أن هذه المؤامرة الدولية قد طالت السيد أوجلان لأنه عُرِف طيلة تاريخه النضالي بمناصرته للمرأة، وبترجمته رؤيته الاستراتيجية بخصوص قضية حرية المرأة إلى خطوات ملموسة ومشاريع تقدمية غير مسبوقة نلمس نتائجها الواضحة في الثورة النسائية التي تشهدها منطقة روجافا في شمال شرق سوريا. كما إننا على قناعة بأن فلسفة السيد أوجلان بخصوص المرأة تُشكّل الأرضية المتينة لصياغة الحلول البديلة في ما يتعلق بقضايا المرأة وبكيفية معالجتها من الجذور.
وعليه، فإننا نطالب الدول والحكومات المعنية والمنظمات المنصفة والشعوب المستنيرة بأن تؤازر أصحاب القضايا العادلة والحقوق المشروعة، وذلك بإنهاء هذه المؤامرة الدولية المغرضة التي تفتقر لأي سند شرعي وقانوني، بل هي اختراق سافر للقوانين والأعراف الدولية المعمول بها في العالم والمتعارف عليها، ونطالبها بوقف الدعايات الممنهجة المكذوبة والمقلوبة ضد السيد أوجلان خصوصاً وضد الكرد عموماً بدعوى الإرهاب.
ونؤكد مرةً أخرى أنه قد آن الآوان لهذه المسرحية الهزلية التي يتكسب من ورا ئها المتآمرون أن تتوقف، وأنه آن الأوان للجماهير أن تنصت لصوت الحق والحرية بالعمل سويةً على إطلاق سراح القائد أوجلان واسترداد حريته الجسدية المسلوبة منه منذ ما يقارب ربع القرن، إعمالا لمبدأ الحرية ومبدأ العدالة التي تنادي بها وتنص عليها جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.