عاد موضوع الأبراج البريطاني إلى الواجهة، ولكن هذه المرة ليس من بوابة الحدود الشرقية بل الجنوبية، مع قيام وفد بريطاني بجولة على الحدود لاستكشاف أماكن وضع أبراج مراقبة لحماية إسرائيل من أي اعتداء مفترض.
ويلفت الخبير العسكري العميد الطيار المتقاعد بسّام ياسين، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، إلى أنه منذ أسبوعين كان فريق عسكري بريطاني يجري عملية استكشاف لأماكن نصب هذه الأبراج على الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي، فلم يعد السؤال اليوم ما إذا كان ذلك قابلاً للتنفيذ بل أصبح بحكم الواقع على ما يبدو، فالجولة تؤكد أن القرار قد اتُّخذ بذلك.
ويوضح أن هذا ليس مشروعاً جديداً بل مشروع قديم يعود إلى الفترة التي جاء فيها البريطانيون بطرح لبناء أبراج مراقبة على الحدود اللبنانية – السورية بحجة مراقبة أعمال التهريب، فكانت الفكرة أن تشمل أبراج المراقبة الحدود الجنوبية أيضاً.
ولا يخفي أن مجرد طرح الموضوع من الجانب البريطاني يعني أنه له علاقة بالاستخبارات العالمية، لا سيما أن للبريطانيين تجارب غير مشجعة في المنطقة، ويملكون من النوايا السيئة ما يجب الحذر منه في التعامل مع الموضوع.
أما عن موقف الدولة اللبنانية من هذا الأمر فلم تصدر أية إشارة عنها حول هذا الموضوع حتى الساعة، فلم يتم طرح الموضوع في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب.
ولكن ماذا عن موقف حزب الله وأهالي المناطق الجنوبية؟ فتؤكد مصادر معنية بأن هذا السيناريو وارد، ولكن سبق أن رفض حزب الله ذلك على الحدود الشرقية لأنه كان يعلم تماماً النوايا البريطانية بمراقبة خط إمداد المقاومة عبر الأراضي السورية، ولم يكن الهدف أبداً وقف أعمال التهريب الأخرى.
وترى أن ما تحاول بريطانيا وتحديداً المخابرات البريطانية القيام به هو خدمة إسرائيل عبر التجسس المباشر على القرى الجنوبية والوقوف ضد أي عمل يمكن أن يطال “ربيبتها” الإسرائيلية، الأبراج لا تخدم لبنان بل تخدم العدو الإسرائيلي وبشكل وقح وسافر، وهذا غير مبرر لا سيما مع انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني وسحب السلاح من هذه المنطقة.