كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:
ما هي الخطط الملموسة لدى المدارس في حال تعرّض لبنان لحرب طويلة، وذلك بما هو أوسع من الاهتمام بمستقبل شبكة الاتصالات والإنترنت، والبحث باحتمالات متابعة التحصيل العلمي عن بُعْد؟
حالات الطوارىء
فالمخاطر العسكرية التي تُحيط بالبلد، تُنذر بما هو أخطر من إمكانية تدمير وفقدان شبكة الاتصالات والإنترنت، وهي قد تحتاج الى البحث بكيفية وإمكانية تجهيز مراكز تعليم مختصّة بحالات الطوارىء والحروب، توفّر العلم للطلاب، وتمنع عنهم خطر ضياع عامهم الدراسي كما حصل لعدد كبير من طلاب غزة في الموسم الدراسي 2023 – 2024.
ولكن كيف يمكن لذلك أن يحصل في بلد يفتقر الى الملاجىء الواقية والمُحصَّنَة كما يجب، ضد كل أنواع الحروب التدميرية الجديدة؟ وكيف يمكن لذلك أن يحصل في بلد ستتحوّل فيه المدارس الى مراكز نزوح ولجوء، في حالة الضرورات الأمنية والعسكرية، ومن دون أي قاعدة ثابتة توضح مصير التعليم خلال العام الدراسي الجديد؟ وكيف يمكن الاهتمام بمصير آلاف الطلاب في لبنان، طالما أنه لا مجال لتوفير الأمان الأمني، والصحي، والغذائي، والمعيشي، والحياتي لهم، في أوان الأزمات والحروب؟ وكيف يمكن الانتباه لمصير ومستقبل آلاف الأولاد والفئات الشابة في البلد، بالتحصيل العلمي، إذا كانت الدولة عاجزة عن توفير أي ضمانة تحفظ لهم وجودهم في البلد، سواء على مستوى إبعاد شبح الحروب عنهم، أو على صعيد وقف نزيف الهجرة في أوان السّلم، بحثاً عن الرّزق في أرجاء العالم؟
مثل طلاب قطاع غزة؟
تؤكد مصادر تربوية أن “وزارة التربية غير جاهزة لأي احتمال يتعلّق بالحرب، وبالأزمات الناجمة عنها، وبالأعباء القادرة على أن تلقيها على أكتاف العام الدراسي القادم، خصوصاً إذا انقطعت شبكة الإنترنت عن لبنان بالكامل”.
وتأسف في حديث لوكالة “أخبار اليوم” لأن “انزلاق لبنان الى حرب بالمعنى الشامل والكبير، يعني أن التعليم سيتوقف فيه بالكامل، وهذا أقصى ما يمكن أن نقوله الآن. وبتعبير أدقّ، الخطورة كبيرة في أن يحلّ بطلاب لبنان ما أصاب طلاب قطاع غزة بسبب الحرب هناك، وهو ضياع عامهم الدراسي الجديد”.
وتختم: “لا مجال لتقديم أي ضمانات للطلاب، سواء كانوا في صفوف الشهادة الرسمية، أو في غيرها، وفي كل ما يتعلّق بالعام الدراسي الجديد، سوى أنه إذا بقيَت الحرب ضمن مجالات محدودة، فإن الدراسة ستستمرّ كالمُعتاد، وربما بالشكل الذي كانت عليه خلال العام الدراسي الفائت. ولا شيء أكثر من ذلك الآن”.