فعلاً يعيش اللبنانيون الانهيار الكامل للدولة ومؤسساتها، وليس من الضروري أن ينتظروا “تبشير” مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف عن الانهيار التام. فـ”مسرحية” انتخاب رئيس للجمهورية مستمرة بلا جدوى، في وقت أقل ما يقال عنه انه وقت ضائع.
وفي وقت يحكى عن مبادرات وطروحات نتيجة لقاءات معينة ومضاعفة الدول الغربية من جهودها تفادياً للفراغ، تفيد مصادر ديبلوماسية رفيعة في بيروت أن كل هذه الجهود لا أساس متيناً لها وأن كل هذه الحركة بلا بركة، مؤكداً أنه إذا لم يقدّم طرح جديد مختلف عن الذي قدّم غداة انفجار مرفأ بيروت، فلا شيئ سيتحرّك، وسيبقى القديم على قدمه مترافقاً مع التجاذبات السياسية.
لكن هل يحمل لبنان المزيد من النزيف وهو الى زوال؟ طبعاً لا، وفق المصادر عينها التي تؤكد ان بوادر الحلّ تكون بتسوية اقليمية دولية شاملة تترافق مع سلة متكاملة قوامها: رئاسة الجمهورية وحكومة جديدة وإصلاحات، وإلا لا أمل لنهوض لبنان، متسائلاً “هل لبنان الجديد الذي يريدونه خالياً من “حزب الله” قابل للتطبيق؟ ليجيب نافياً الأمر. فالمهم استعادة الدولة لقرارها وسلطتها، “إذ ان “حزب الله” يراهن في الوقت الضائع على صلابة حلفه مع إيران في ظل تردد بقية الدول على مساعدة لبنان، ويستفيد من هذه العلاقة المميزة، في انتظار حلّ اقليمي – دولي نتيجة المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وهو له الدور الأكبر في هذه المرحة داخلياً “خصوصاً ان الحزب هو الوحيد الذي يملك مؤسسات قائمة للأسف وبعكس الدولة التي “تعيش” على طلب المساعدات”.
من هنا، تفيد المصادر عينها “أن التسكيج لم يعد ينفع” إذ ان لبنان يحتاج في هذه المرحلة الى قرارات وقامات سياسية جريئة تجترح حلولاً متكاملة للأزمات السياسية، بعيداً “عمّن يلهو بمصير البلد” من دون أي قدرة على معالجة ملف واحد من الأزمات المتعددة التي لا تحصى ولا تعدّ.