لم يكن ينقص اللبنانيون الذين تلبّدت على كهولهم الأزمات المثقلة، سوى الخوف من إنتشار مرض الكوليرا والذي غاب منذ العام 1993 عندما انتشر للمرة الأخيرة في لبنان.
اليوم يعود انتشار مرض الكوليرا، والذي سجّل حتى الآن إصابتين، إضافة إلى عدد من الحالات المشكوك بأمرها والتي يتم التقصي حولها، بحسب ما كشف النائب عبدالرحمن البزري لـ “ليبانون ديبايت”، فما هو مرض الكوليرا؟
يجيب البزري عن هذا السؤال بالقول: “الكوليرا هو مرض جرثومي بكتيري وليس فيروسي، يسبب بإسهال حاد عند قسم من الذين يصابون به، و 20% من الذين يصابون بالإسهال الحاد يكون شديد جداً مع احتمال وجود غثيان وتقيؤ وحرارة”.
ويشرح قائلاً “إذا حصل اسهالات شديدة فسيكون هناك خطر على الانسان نتيجة فشل بعض أعضاء الجسم كالكلاوي ونتيجة جفاف شديد في الجسد وأحياناً قد ترتفع حموضة الجسم ما يؤدي إلى إضطراب وظائف حيوية كالقلب وهذا ما قد يؤدي الى الوفاة بحال لم تتم المعالجة”.
ويشير البزري إلى أن “المرض ينتشر بسبب انهيار البنية الصحية التحتية، كغياب مياه الشفّة ومياه الإستعمال المنزلي وتلوّث المياه التي يستخدموها الناس بشكل مباشر أو غير مباشر، وغياب صيانة البنية الصحية التحتية أي غياب الصرف الصحي والمجارير وغيرها”.
ويتابع، “عادة يصاب الانسان بالكوليرا من المأكولات والمياه الملوثة، والعدوى تكون جماعية لا أحادية، فعندما يتلوث المصدر يصاب أكثر من شخص، أي إذا كان مصدر المياه أو مصدر الغذاء غير صالح يصبح التلوث أكبر والتعرض الأكبر يشمل عدد أكبر من الاصابات.
ويرى البزري أن “الكوليرا في لبنان متوقعة كما الإلتهاب الفيروسي الكبدي الذي انتشر، وسبب التوقع أنه انتشر في سوريا منذ شهر آب وأيضاً بسبب انهيار البنية التحتية الصحية اللبنانية، ولا يوجد مياه صالحة، ولا صرف صحي، والشبكة مؤسفة جداً”.
ويلفت إلى أن “الكوليرا إنتشر مع اللاجئين السوريين لأنها متواجدة في بعض المناطق السورية وخصوصاً المناطق الشمالية، هناك حالتين مثبتين وعدد من الحالات المشكوك بأمرها ويتم تقصيها”.
ويكمل، “عندما يتفشى المرض في لبنان عندها التعريف المرضي يتغير ويصبح كل أحد لديه حالة حادة يصبح حالة مشكوك فيها”.
وعن المعالجة يفيد البزري بأن “العلاج يقوم على السوائل والأملاح وتعويض السوائل التي يخسرها الانسان لأن مريض الكوليرا يخسر كمية كبيرة منها والأملاج كالصوديوم والبوتاسيوم وخصوصاً اذا كان هناك حالات تقيؤ مع الإسهال وبعض أنواع المضادات الحيوية مفيدة في المعالجة”.
ويردف، “في لبنان الحالة صحيح مستوردة ولكن أحد العاملين الصحيين الذين يهتمون به أصيب، ولذلك قد تنتقل العدوى من شخص إلى آخر، والعدوى قد تحصل داخل المنزل نفسه أو داخل مناطق فيها كثافة سكنية في المدن والمخيمات”.
وينوّه الى أن “الكوليرا يختلف عن الكوفيد، فالكوليرا ينتقل من خلال الفم والأمراض التي تنتقل بهذه الطريقة تكون نسبة انتشارها أقل من الأمراض التي الأمراض التي تنتقل عبر التنفس”.
وعن الوقاية يشدّد البزري على أن “الوقاية تكون عبر النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين والغسيل الجيد والمواد التي تلوثت ببراز المريض هذا على المستوى الشخصي، أما على مستوى المستشفيات فهناك تعليمات واضحة باستخدام الكفوف واللباس الواقي ونظافة اليدين بغسله بالصابون والمحلول الكحولي”.