لم يكن تسريب خبر تأجيل زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بريئاً، أو يأتي من فراغ، لا سيما أن هذه المعلومات تتقاطع مع إشارات إسرائيلية انشغلت فيها الصحافة هناك، تتحدث عن تأجيل البحث بملف الترسيم إلى ما بعد الإنتخابات الإسرائيلية، وما بعد الإنتخابات الرئاسية في لبنان لاختيار خلفاً للرئيس ميشال عون.
وتكشف المصادر، أن هوكشتاين الذي التقى، وفق معلومات الصحافة الإسرائيلية، شركة التنقيب عن النفط القبرصية ـ اليونانية (إنرجين) وكبار المسؤولين الإسرائيليين في أثينا، سيجتمع مع المسؤولين في شركة “توتال” المخوّلة التنقيب في البلوكات اللبنانية، قبل أن يتّخذ قراره بالإتجاه إلى لبنان أو العودة إلى الولايات المتحدة الأميركية مباشرة من فرنسا.
وفي هذا الإطار، نفى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المُكلّف رئاسياً بملف الترسيم، في اتصال مع “ليبانون ديبايت”، أن يكون خبر إلغاء زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان مؤكداً أو رسمياً.
إلا أن المؤشرات التي رصدتها مصادر مواكبة للملف ترجِّح تأجيل الزيارة، لا سيّما أن الإسرائيلي، كما تفيد المعلومات، لم يسلّم هوكشتاين أي ردّ واضح بشأن العرض اللبناني، وما زالت الأمور حتى الساعة تدور في حلقة مفرغة.
أما أسباب عدم الردّ، فهو الطروحات والخيارات التي يدرسها الجانب الإسرائيلي بمعزل عن توقيع الترسيم اليوم أو بعد أشهر، بحيث تشير المعلومات إلى خيارات يريد منها الإسرائيلي الإحتفاظ بالقدر الأكبر من المكاسب، فكل قطرة من الغاز، أو كل متر في البحر، يجب أن يقابله مكسب على البرّ في حال أسلمت إسرائيل بإعطاء الجانب اللبناني حقل “قانا” كاملاً، وأيضاً يدرس هذا الجانب طرح تقاسم الأرباح في حال لم يقبل لبنان بالتنازل في البرّ، وأصرّ على موضوع عرضه الذي سلّمه إلى الوسيط هوكشتاين، أي أن يدفع لبنان لإسرائيل حصّتها من حقل “قانا”، رغم أن إسرائيل على يقين أن لبنان يرفض كل هذه الطروحات، ويتمسك بالعرض المتّفق عليه لبنانياً، والذي تسلّمه هوكشتاين ونقله إلى الجانب الإسرائيلي.
وما يعزّز فرضية ترحيل الترسيم، وتأجيل زيارة هوكشتاين، هو ما ذكرته الصحافة العبرية “عن انتظار إعلان إسرائيلي عن تأجيل القرار بشأن حقل “كاريش”، وإعلان منظم آخر عن شركة (إنرجين) اليونانية بشأن الإنتظار حتى الإنتهاء من ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وبالطبع ما يتعلّق بالتزام واضح وصريح من جميع الجوانب بالحفاظ على الأمن والسلام في منطقة النفط.