وصل أمس وفد عراقي برئاسة مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي، حسين العوادي، إلى بيروت في زيارة رسمية، فهل ستتناول هذه الزيارة ملفات حساسة مثل سلاح حزب الله والفصائل العراقية، أم ستركز على ملف النفط والغاز والعلاقات الاقتصادية بين البلدين؟
في هذا الإطار، يؤكّد المحلل السياسي العراقي عماد المسافر في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “ملف النفط والغاز يمثل اتفاقيات حكومية سارية المفعول، لا تحتاج إلى وساطة أو مبعوثين خارجيين، موضحًا أنه إذا كانت هناك حاجة ملحّة لمعالجة هذا الملف، فمن الطبيعي أن يتوجّه وفد لبناني رسمي إلى العراق مباشرة، باعتباره الجهة المالكة والمعنيّة أساسًا، وليس العكس”.
أما بالنسبة لقضية السلاح، فيشير المسافر إلى أن “الحكومة العراقية، ومكتب رئيس مجلس الوزراء تحديدًا، غير معنيين بالخوض في مسألة نزع السلاح أو تسليمه، إذ تُعد هذه الملفات محصورة ضمن الفصائل المعنية”.
ويضيف: “من المتوقع أن يسعى مكتب رئيس الوزراء العراقي أو أي مبعوث إلى منح الدولة اللبنانية حضورًا سياسيًا في العراق، خاصةً ضمن إطار تشكيل الحكومة المقبلة وحظوظ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتولي ولاية ثانية، مع العلم أن السيد محمد كوثراني لعب دورًا أساسيًا في تشكيل الحكومات العراقية السابقة، نظرًا لمسؤوليته عن الملف اللبناني في العراق”.
ويشير المسافر إلى أن “طبيعة هذه الزيارة قد تُفسّر من خلال المعطيات المتاحة حاليًا، لافتًا إلى أن أي إعلان رسمي لم يصدر بعد سواء من الجانب اللبناني أو العراقي، وقد يُصدر لاحقًا عبر الشخصيات القريبة من هذا التوجّه لتقديم تفاصيل أكثر”.
وفيما يتعلّق بمسألة سلاح حزب الله، هل يحمل الوفد العراقي رسالة أميركية للبنان حول منع مرور السلاح عبر العراق؟ يقول المسافر: “الجانب الأميركي يمتلك أكثر من قناة لإيصال رسائله المتعلّقة بالملف اللبناني، سواء على المستوى الحكومي الرسمي أو على مستوى الحزب والمقاومة، أمّا في ما يخصّ قضية السلاح، ولا سيّما مسألة نقله أو تنقّله بين دول محور المقاومة، فإنّ الجانب اللبناني لا يعوّل كثيرًا على الدور الحكومي المباشر في هذا السياق، بقدر ما يُنظر إلى الأمر كدور إقليمي ضمن إطار المحور ككل، وكما هو معلوم، فإنّ الحكومات تتعامل وفق الصيغة الرسمية والدبلوماسية، وأي انخراط مباشر في صفقات أو عمليات نقل سلاح من طرف إلى آخر قد يضع هذه الحكومات في موقع حرج رسميًا”.
وعن تواصل حزب الله مع الفصائل العراقية، يوضح أنه “من المؤكد أن حزب الله يمتلك اتصالات مستمرة تشمل العراق، إيران، اليمن، وغيرها من دول محور المقاومة، هذه العلاقات مستمرة بغض النظر عن أي تباينات أو ظروف استثنائية، وتبقى النتيجة العامة وجود وحدة في الهدف، مع تعدّد في الأدوار داخل محور المقاومة”.

