كتب جان بيار وهبه في موقع JNews Lebanon
في أمسية فنية وثقافية مميزة، شهد مسرح الرحابنة انطلاقة “حركة سدريدو” من خلال عرضها الأول بعنوان “هيدي الحياة”، وهو عمل مستوحى من روائع جبران خليل جبران، حمل بصمة خاصة في الشكل والمضمون، إذ جاء في قالب مسرحية صوتية، تجربة فنية جديدة تجمع بين التأمل والخيال السمعي.
العمل الذي أدّاه بصوته الممثل القدير أسعد رشدان، ورافقه توقيع موسيقي مبدع من ميشال فاضل، استند إلى النصوص الجبرانية العميقة في الفكر والروح، مقدّمًا للجمهور تجربة فريدة تُعيد إحياء الأدب اللبناني العالمي بروح معاصرة، حيث استُبدلت الصورة المسرحية بالحسّ الصوتي الذي يحرّك خيال المستمع.
الانطلاقة التي اختارت لها “حركة سدريدو” صرحًا عريقًا كمسرح الرحابنة، أكدت منذ بدايتها رغبتها في الجمع بين الفكر والإبداع، وبين التراث والتجديد، في خطوة وُصفت بأنها بداية واعدة في المشهد الثقافي اللبناني.
حضر الحفل نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، من بينهم النائب ستريدا طوق جعجع ممثلةً بالسيدة بولا يمّين جعجع، ونائب رئيس الحكومة النائب غسان حاصباني، والنائب رازي الحاج، إلى جانب عدد من الشخصيات الروحية والبلدية والإعلامية.
وألقت مؤسسة ورئيسة “حركة سدريدو” رشا الجميّل كلمةً عكست ذكاءها وحضورها اللافت، استهلّتها بتحية خاصة للنائب ستريدا جعجع، مشيرةً إلى أنّ الكرسي المجاور لها في كل نشاط مستقبلي للحركة سيبقى دائمًا مخصّصًا لها. وأوضحت أنّ غياب النائب جعجع جاء لدواعٍ أمنية حالت دون حضورها، لكنها كانت ممثّلة في الصفوف الأمامية من خلال السيدة يمّين جعجع.
وفي كلمتها، أكدت الجميّل أنّها انتقلت من كتابة المقالات عن جعجع إلى العمل الميداني، “للاقتراب أكثر من الناس وإيصال صورة ستريدا الحقيقية إليهم”، مشيرةً إلى أن اسم “سدريدو” مستوحى من اسم ستريدا نفسها، كتحية ووفاء لنهجها ومسيرتها.
أضافت الجميّل: “في وقتٍ يُعاد فيه الحديث عن إعادة إعمار الحجر، أردنا نحن أن نبدأ بإعمار البشر، لأنّ الإنسان عندما يُعمَر من الداخل يبتعد عن الدمار”.
وختمت كلمتها بشكر الحاضرين، موجهة تحية خاصة إلى النائب ستريدا جعجع، مؤكدة أنّ الفضل الكبير في وجود المؤسسة، بل وفي مسيرتها الشخصية، يعود إليها.
هكذا، وبلغة الصوت والإحساس، وضعت “حركة سدريدو” أولى لبناتها في مسيرةٍ واعدة، واضعة نصب عينيها هدفًا واحدًا: إعمار الإنسان بالفكر والفن.