لن يختلف مشهد غزة بعد وقف إطلاق النار عن المشهد اللبناني بعد اتفاق وقف العمليات العدائية في 27 تشرين الثاني الماضي. فالخطة الأميركية لوقف الحرب في غزة قد توقف العمليات العسكرية والتجويع والإجتياح والتهجير، لكنها ستُعيد تكرار سيناريو الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة في لبنان بذريعة “التهديد” وذلك تحت سقف “ورقة الضمانات الأميركية”، بمعنى استمرار الإغتيالات والإحتلال لنقاطٍ استراتيجية والسيطرة على الجو.
إلاّ أن أوساطاً نيابية مطلعة تؤكد ل”ليبانون ديبايت”، أن غزة ستصل إلى السيناريو “اللبناني” في حال وافقت حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية على خطة ترامب، التي تحمل في بنودها حلولاً “إنقاذية” لإسرائيل، من دون أن تحدد مساراً زمنياً للحل الموعود في غزة.
ومن أبرز معالم هذا السيناريو، هو التمادي في الإنتهاكات والإعتداءات والإغتيالات والتدمير، على غرار ما تشهد الساحة اللبنانية على مدى الأشهر العشرة الماضية.
ولا تُخفي المصادر النيابية، وجود هواجس من مرحلة ما بعد هذه الخطة، بمعزلٍ عن موقف الفصائل الفلسطينية منها، لجهة انعكاساتها المباشرة على الساحة اللبنانية، لكنها تلاحظ اختلافاً في المسارين اللبناني والفلسطيني على الرغم من أوجه التشابه في بعض بنود الخطة الأميركية لوقف الحرب، خصوصاً على مستوى التهدئة التي تقترحها هذه الخطة، والتي قد تكون مؤقتة كسابقاتها.
وبرأي المصادر النيابية المطلعة، فإن ما يزيد من خطورة المشهد، هو أن الساحة اللبنانية قد باتت اليوم أمام قواعد اشتباك جديدة لا تستند إلى أي تكافؤ في موازين القوى العسكرية، وهو ما يجعل من أي تصعيدٍ إسرائيلي محتمل كما هدد السفير توم براك، مقدمةً لعودة الملف اللبناني إلى صدارة الإهتمام الدولي.