“ما بعد خطاب الرئيس نبيه بري لن يكون كما قبله”… بهذه العبارة تستهل مصادر دبلوماسية مطلعة حديثها عن المعطيات التي فرضتها مواقف رئيس المجلس في إطلالته الأخيرة. وتؤكد المصادر لـ”ليبانون ديبايت” أنّ الثابت اليوم هو أنّ “عنوان المرحلة المقبلة هو المأزق الذي وصل إليه لبنان نتيجة الانقسام الحاد حول سلاح حزب الله”. أما الصمت الذي التزم به رئيس الحكومة نواف سلام بعد زيارته قصر بعبدا، فقد كان أبلغ من أي تصريح.
وعن الأطراف التي يضمها كل فريق، تشير المصادر الدبلوماسية إلى أنّ الفريق الأول محصور بثنائي حركة “أمل” و”حزب الله”، فيما يضم الفريق الثاني جميع الأطراف الداخلية الأخرى التي عبّرت صراحةً عن دعمها لقرار الحكومة بحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، ومن بين هذه الأطراف حلفاء سابقون للحزب.
وعليه، ترى المصادر أنّ المشهد الداخلي لم يعد يحتمل المواربة، فالهدوء الحالي ليس سوى هدوء يسبق العاصفة التي قد تهب مجددًا على لبنان. وبعد جلسة الحكومة يوم الجمعة، سيكون المشهد أمام احتمالين: إما الدخول في عاصفة من التصعيد السياسي، بعد طمأنة الرئيس بري كل المعنيين بأن اعتراض الثنائي لن يصل إلى الشارع، أو المجازفة بإسقاط كل الوساطات الخارجية، وفي مقدّمها المبادرة الأميركية، والعودة إلى الانكشاف أمام العدو الإسرائيلي بعد زوال مفاعيل أي حراك فعّال للجنة الخماسية المكلّفة مراقبة وقف إطلاق النار.
وفي حال انزلاق الوضع مجددًا إلى “المجهول”، كما تحذّر المصادر الدبلوماسية، فإن اتفاق وقف النار الذي يصرّ الرئيس بري على التمسك به ويرفض تعديله، قد يواجه مصيرًا مشابهًا لمصير “الميكانيزم”، الذي بات بلا أي فاعلية بعد الزيارة الأخيرة للموفد الرئاسي الأميركي توم باراك.