تعزّز الإستهدافات الإسرائيلية الأخيرة ل”حزب الله” والإغتيالات شمال نهر الليطاني، الإنطباع بأن ما بعد زيارة الموفد الأميركي توم برّاك، سيبقى كما قبلها لجهة الإعتداءات والعمليات العسكرية، ومن دون أي دور للجنة الإشراف على مراقبة وقف النار أو تأثيرٍ لحركة الإتصالات الدبلوماسية على خطّ واشنطن ـ بيروت.
ومع استمرار هذه المعادلة الأمنية، تتوجّس مصادر سياسية مطلعة، من التصعيد المتدرِّج على الساحة الجنوبية، محذرةً ممّا وصفته ب”اللعب بالنار” على هذه الساحة حيث تتسارع التطورات على صعيدي العمليات العسكرية الإسرائيلية من جهة، واستمرار الإشكالات بين أهالي الجنوب مع قوات الطوارىء الدولية.
وتؤكد المصادر السياسية المطلعة ل”ليبانون ديبايت”، على التوقيت الدقيق الذي تأتي فيه هذه الوقائع، والتي تؤشر إلى عودة مناخات التوتر مجدداً، رغم اختلاف الظروف الحالية عن ظروف العام الماضي، وبالتالي، تبدّل المعطيات الإقليمية وتراجع الدور الإيراني في بيروت، التي لم تعد بيروت عاصمة من عواصم المحور كما كانت تعتبرها إيران.
وعليه، ترى المصادر، أن إسرائيل تواصل عملياتها العدوانية، فيما سيبقى الحزب على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وإن كان يتحدث عن استعادة تنظيم صفوفه الداخلية بعد الخسائر التي تعرّض لها في الحرب الأخيرة.
وبالتوازي مع هذا الإلتزام، يأتي التصعيد في الموقف السياسي لمسؤولي الحزب، وإن كانت دلالات هذا الخطاب التصعيدي، لا تؤشر بالضرورة إلى أي تعديل في الستاتيكو القائم، خصوصاً في ظل الحديث المتزايد عن تباينات ما بين الجناحين العسكري والسياسي، وهو ما يزيد من حجم التعقيدات بالنسبة للعملية السياسية التي انطلقت تحت عنوان “حصرية السلاح”.
ورداً على سؤال، عن احتمالات عودة شبح الحرب مجدداً، تتحدث هذه المصادر عن رقابة أميركية وسعودية للوضع اللبناني، بهدف إعادة ترتيب لبنان وضعه، وتستبعد كل السيناريوهات التي تشير إلى تلزيم للملف اللبناني لسوريا، حيث أن الورقة الأميركية تناولت في أحد بنودها، ترتيب العلاقات الثنائية مجدداً بين لبنان وسوريا بدءاً من ملف ترسيم الحدود إلى ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، وصولاً إلى ملف الودائع السورية في المصارف اللبنانية.