كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
ليست مسرحية… بل لحظة صدق نادرة عشناها على خشبة “كازينو لبنان”.
جو قديح لم يكن فقط ممثلًا يروي قصّة، بل كان مرآة لجيل بأكمله، يصافح ذاكرتنا بحكايات موجعة، مضحكة، وساخرة بمرارة لا تعرف المجاملة. إلى جانبه، كان بسّام شليطا على البيانو، لا كعازف مرافق بل كشخصية تتنفس مع النص، ترد، تهمس، وتعلّق بلغة الموسيقى.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن ما ينتظرنا ليس عرضًا تقليديًا. العلاقة بين الصوت والكلمة والبيانو خلقت جوًا خاصًا، لا يشبه أي تجربة مسرحية حديثة. كيمياء نادرة نشأت بين الاثنين، أبقت الحضور مشدودًا، لا حركة ضائعة، لا لحظة مرت مرور الكرام.
ضحك الجمهور من القلب، ثم صمت فجأة أمام لحظة مؤثرة، ليصفّق بعدها كمن شهد على شيء شخصي جدًا. لم يكن الحضور جمهورًا فقط، بل شهودًا على عرض فريد، صادق، مفعم بالحياة والانكسارات معًا.
الإخراج كان هادئًا، ذكيًا، لا يصرخ، بل يهمس. باتريك جحا صاغ المشاهد بحسّ دقيق، تاركًا لكل تفصيل مساحته لينمو ويترك أثره.
في نهاية العرض، لم يكن هناك شعور بالنهاية. بل دعوة للاستمرار. تصفيقٌ لم يتوقّف، وجمهور طالب بإستمرار عرضض المسرحية، كأنهم وجدوا شيئًا يخصّهم ويريدون أن يتشاركوه مع الجميع.
في وقت يبتعد فيه المسرح عن قضاياه الكبرى ويتحوّل أحيانًا إلى ترفيه عابر، جاء هذا العمل ليذكّرنا أن المسرح، حين يُقال بصدق، لا يُشبه أي فنّ آخر.
هي ليست فقط “القصة كلّها”… بل الحقيقة كلّها.