في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة، يواصل الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين (FENASOL) جولته على الجهات النيابية والسياسية بهدف تحريك الملفات الاجتماعية والعمالية العالقة، والسعي لتحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية في بلد يرزح تحت ثقل الانهيار.
وفي هذا الإطار، التقى رئيس الاتحاد، كاسترو عبدالله، بالنائب حليمة قعقور، حيث جرى بحث مجموعة من القضايا الأساسية التي تهم العمال وذوي الدخل المحدود، لا سيما في ما يتعلق بالأجور، والضمان الاجتماعي، ومجالس العمل التحكيمية، وقانون الإيجارات.
وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، وصف عبدالله اللقاء بأنه “ممتاز وإيجابي”، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع النائب قعقور على تنسيق مشترك لمتابعة الملفات العمالية، بما يشمل تقديم أسئلة نيابية موجهة إلى الحكومة حول قضايا تشريعية أساسية تتعلق بقانون العمل ومجالس العمل التحكيمية، والعمل مع مستشارين لمواكبة هذه الملفات في المرحلة المقبلة”.
وأوضح أن ملف الإيجارات السكنية وغير السكنية أخذ حيّزًا كبيرًا من النقاش، مشيرًا إلى “اهتمام النائب قعقور بهذا الملف الحساس، خصوصًا في ظل تأثيره المباشر على الفئات الأكثر تهميشًا، وهي حرصت على إثارة الموضوع داخل لجنة الإدارة والعدل”.
“السلطة لا تبالي… ونحن من ندفع الثمن”
وانتقد عبدالله أداء السلطة السياسية في مواجهة الانهيار المعيشي، قائلاً: “نحن في أتون عدوان إسرائيلي خطير، وفي ظل أزمة اقتصاساحة الحسم دية خانقة، لكن للأسف، لا يرفّ جفن لهذه السلطة، الضرائب تُرفع والحقوق تُنتزع، ونحن كعمال وفقراء وذوي دخل محدود، من يدفع الثمن دائمًا”.
وتحدث عن مؤشرات خطيرة تهدد البنية الاجتماعية للدولة، منها “انهيار الضمان الاجتماعي، غياب التقديمات، إقرار قوان الإيجارات الذي يهجّر المواطنين، ويشكّل تهديدًا لأكثر من 360 مدرسة رسمية مهددة بالإقفال، وعدد كبير من المخافر التي تواجه خطر الإغلاق بسبب هذا القانون”.
“لن نسكت… والتحرّك آتٍ”
ورأى عبدالله أن الطبقة العاملة تُحمّل تبعات سياسات “لا ناقة لها فيها ولا جمل”، قائلاً: “نُحاسَب على أفعال غيرنا، والبلد ينهار أمام أعيننا، من دون أي إجراءات إنقاذية حقيقية، لا فرص عمل، لا حماية، لا استجابة لمطالبنا، فقط قرارات تزيد من بؤس الناس”.
وعن إمكانية أن نشهد تحركًا نقابيًا، أكد أنّ “الاتحاد لا يتهرّب من مسؤوليته، لكنه في الوقت نفسه يراعي خطورة المرحلة الراهنة، مع ذلك لن نسكت، وسنكون في الشارع عند أول فرصة سانحة، لأن الصمت اليوم يعني التواطؤ مع هذا الانهيار، ونحن لن نتخلى عن واجبنا في الدفاع عن العمال والفئات المهمشة”.