في ظل استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، وتزايد المخاوف من اتساع رقعتها لتشمل دول الجوار، ومن بينها لبنان، يعيش البلد حالة من الترقب والقلق، لا سيما مع تسارع الأحداث الإقليمية وارتفاع منسوب التهديدات. وفي هذا السياق، أقدمت العديد من المدارس، خصوصًا في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجنوب اللبناني، على إنهاء العام الدراسي مبكرًا تحسّبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.
ورغم هذه الظروف، انطلقت يوم أمس الإثنين الامتحانات الرسمية المهنية للعام 2025 في لبنان، حيث بدأت الامتحانات العملية والشفهية وسط أجواء أكاديمية هادئة من حيث التنظيم والإشراف، يقابلها توتر في بعض المناطق، خصوصًا في مدينة طرابلس، على مستوى الطلاب والأهالي.
وعَلِمَ “ليبانون ديبايت” أن حالة من الغضب والاستياء تسود بين عدد كبير من طلاب التعليم المهني وأهاليهم في طرابلس، على خلفية قرار وزيرة التربية والتعليم العالي، ريما كرامي، إقامة بعض الامتحانات الرسمية في منطقة بئر حسن – الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبحسب المعلومات، أثار هذا القرار اعتراضًا واسعًا، إذ عبّر عدد من الطلاب عن رفضهم التوجه إلى المراكز المحددة، معتبرين أن الوضع الأمني في الضاحية لا يوفّر انتقالًا آمنًا لهم من الشمال، في ظل التوتر الإقليمي واحتمالات التصعيد.
وشدّد عدد من الأهالي على أن القرار لا يراعي التوزيع الجغرافي والعدالة المناطقية، خصوصًا أن التنقل من طرابلس إلى الضاحية يشكّل عبئًا لوجستيًا ونفسيًا في هذه المرحلة الحسّاسة، فضلًا عن المخاوف الأمنية المتزايدة.
وطالب المعترضون الوزيرة كرامي بالتراجع عن القرار، وإعادة النظر في آلية توزيع المراكز، بما يضمن تخصيص مراكز امتحانية في الشمال أو في مناطق أكثر توازنًا وأمانًا، بما يكفل مشاركة جميع الطلاب في هذا الاستحقاق التربوي الوطني بعيدًا عن القلق والمخاطر.