كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
في وقت بدأ العد العكسي للانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء البترون، دخلت المنطقة في سباق محموم بين الأحزاب التقليدية، القوى العائلية، والمجموعات المستقلة التي تحاول أن تصنع لنفسها مكاناً في المشهد المحلي. وكما في كل استحقاق، تكتسب هذه الانتخابات نكهة خاصة في البترون حيث تختلط السياسة بالتحالفات العائلية، وتحضر فيها الخصوصيات البلدية بكل ثقلها.
تحالف ثلاثي… ولكن؟
وفق ما علم JNews Lebanon من مصادر سياسية فاعلة، فإن تحالفًا أعلن عنه المحامي مجد حرب، يضم كلًا من “القوات اللبنانية”، “الكتائب اللبنانية” وشخصيات مستقلة، يهدف إلى خوض المعركة في أكثر من 80 بلدة. لكن هذا التحالف، بحسب مصادر خاصة للموقع، لا يسير بسلاسة في جميع القرى، خصوصًا في بلدات جرد البترون مثل دير بلا – شناطة، حيث ظهرت تباينات عائلية وعقبات تنظيمية قد تطيح بالتحالف في بعض الدوائر.
وفي المقابل، علمنا من مصادر متابعة أن “التيار الوطني الحر” بدأ ببناء تفاهمات موضعية مع شخصيات مستقلة في عدد من البلدات الساحلية، بعيدًا عن أي إعلان رسمي، في محاولة لتفادي المواجهة المباشرة مع التحالف الثلاثي.
تزكيات في القرى ومعارك في المدن
من المعلومات التي حصل عليها JNews Lebanon من مكتب قائمقام البترون روجيه طوبيا، أن بلدتي بيت شلالا وراشكيدا فازتا بالتزكية بمجلسيهما البلديين، فيما فاز 28 مختارًا بالتزكية من أصل 85، في دلالة واضحة على استمرار فاعلية التفاهمات العائلية في بعض القرى.
في المقابل، ستشهد بلدات مثل كفرحي وكفيفان وتنورين معارك حقيقية، حيث لم تُفلح المحاولات الحزبية في تشكيل لوائح موحدة، وبرزت أكثر من لائحة مكتملة تضم عناصر حزبية سابقة، رؤساء بلديات حاليين وشخصيات مدنية.
البترون المدينة: توافق سياسي من نوع خاص
في مدينة البترون، تم تشكيل لائحة “كلنا للبترون” برئاسة مرسيلينو الحرك بدعم ثلاثي من “التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية”، “الكتائب اللبنانية و”المردة”، في خطوة تهدف إلى تجنيب المدينة معركة شرسة. وبحسب مصادر خاصة لـ JNews Lebanon، فإن اللائحة تضم للمرة الأولى مرشحًا من الطائفة الأرمنية، وهو ما يضفي بعدًا تمثيليًا جديدًا على المجلس البلدي المقبل.
مستقلون وإعلاميون يدخلون الساحة
اللافت في هذا الاستحقاق هو دخول وجوه جديدة من المجتمع المدني والإعلام، مثل الإعلامي ألان درغام الذي أعلن ترشحه لرئاسة بلدية عبرين، بدعم من شرائح شبابية تطالب بتجديد الدماء داخل المجالس.
كما رصدت كاميرا JNews Lebanon نشاطًا متزايدًا لمرشحين مستقلين في بلدات مثل جربتا، كفرحلدا ودوما، مدفوعين بحملات شبابية ترفع شعار “منعرفكن ومنعرف مشاكلنا”.
إذًا، الانتخابات البلدية في البترون هذا العام لا تُشبه سابقاتها: لا الحزب قادر وحده، ولا العائلة تحكم من دون شراكة. الأرجح أن الأيام المقبلة ستشهد تقلبات في التحالفات، انسحابات، وربما مفاجآت في اللحظة الأخيرة.
ومع اقتراب موعد الاقتراع، تبقى العيون شاخصة نحو الصناديق، وما ستفرزه من موازين جديدة قد ترسم مستقبل المنطقة للسنوات الست القادمة.