كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
في مشهد يعكس عودة الزخم القضائي إلى أحد أكبر الملفات الجنائية في تاريخ لبنان، تسارعت في الأسابيع الماضية التطورات المرتبطة بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، الذي لا يزال يلقي بثقله على ذاكرة اللبنانيين والعالم منذ الرابع من آب 2020.
مصادر خاصة بموقع Jnews Lebanon كشفت أن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بات في المرحلة الأخيرة من تحقيقاته، تمهيدًا لإصدار القرار الظني، وسط ضغوط سياسية وأمنية هائلة تسعى إلى فرملة هذا المسار.
قرب إصدار القرار الظني
وفق المعلومات التي حصل عليها Jnews Lebanon من مصادر متابعة مباشرة للملف، فإن القاضي البيطار أنجز حوالي 90% من القرار الظني، الذي سيشمل عشرات الأشخاص، بينهم وزراء وقادة أمنيون وموظفون إداريون، بتهم متعددة تتراوح بين الإهمال الجنائي والقتل القصد والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
كما تشير هذه المصادر إلى أن القرار قد يصدر في فترة زمنية لا تتجاوز بداية الصيف، على أن يتبعه تحريك مذكرات توقيف جديدة وإعادة تفعيل مذكرات توقيف سابقة كانت عُلقت بفعل تدخلات سياسية.
تحديات ومخاطر
رغم الإيجابية الظاهرة، لا تزال التحديات ماثلة أمام المسار القضائي. فبحسب أوساط قانونية تحدثت إلى Jnews Lebanon، فإن هناك خشية حقيقية من ضغوط سياسية مباشرة على القضاء، سواء عبر تحريك دعاوى جديدة لردّ القاضي البيطار أو عبر حملات سياسية تهدف إلى التشكيك بشرعية التحقيق.
كما أن هناك تخوفات أمنية من احتمال تعرض البيطار أو فريقه لضغوط أكبر أو حتى تهديدات شخصية، الأمر الذي قد يفرض تعزيز الحماية الأمنية له ولمحيطه.
أهالي الضحايا: انتظار العدالة لا نهاية له
في هذا السياق، أعربت لجان أهالي ضحايا انفجار المرفأ، خلال لقاءات متتالية عقدت مؤخرًا، عن خشيتها من أن يتحول مسار التحقيق إلى مراوحة جديدة، رغم التقدم المحقق.
وفي حديث قالت الناطقة باسم لجنة أهالي الضحايا ماريانا فارس: “ننتظر القرار الظني بفارغ الصبر، لكننا نعرف أن الوصول إلى العدالة في لبنان محفوف بالمخاطر… لن نسمح أن يتم طمس حقنا”.
بين تسارع التحقيقات وديناميات الدعم الدولي، يبدو أن ملف انفجار مرفأ بيروت دخل مراحله الحاسمة، مع اقتراب صدور القرار الظني الذي طال انتظاره. غير أن المشهد لا يزال معقدًا، بين آمال العدالة ومخاوف التدخلات السياسية. ويبقى السؤال الأبرز: هل تكون هذه المرة مختلفة؟ وهل نشهد بالفعل محاسبة حقيقية للمسؤولين عن هذه الجريمة التي لا تزال جرحًا نازفًا في قلب بيروت؟