في وقت يشهد لبنان تحولات سياسية هامة، يعتبر الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام يمثل “وثيقة وفاة” للتنظيم العسكري لحزب الله، الذي يُطلق عليه اسم “المقاومة”.
وفي حديث لـ”ليبانون ديبايت”، يُسلّط حمادة الضوء على التأثير الكبير لهذا البيان في إطار سيادة الدولة واحتكارها لحمل السلاح، مؤكدًا أن “هذا البيان يمثل إعلانًا رسميًا لنهاية التنظيم العسكري لحزب الله، حتى وإن بقيت هناك قوة عسكرية وأسلحة ومقاتلون في مناطق معينة كجنوب الليطاني أو شماله، هذا البيان يعلن انتهاء مرحلة التنظيمات المسلحة، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة تقرّب لبنان أكثر من الدولة وحقوقها في السيادة على أراضيها”.
ويشير إلى أن “هذا البيان يرمز إلى نهاية فكرة الميليشيات المسلحة التي كانت خارج الدولة، كما وصفها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال في تصريح له أن زمن الميليشيات المسلحة أصبح من الماضي، ما يعني أن هذه الصفحة قد طويت بشكل رسمي”.
ويرى أن “الإعلان الرسمي من الدولة اللبنانية، بحضور ممثلين عن الثنائي الشيعي، يؤكد نهاية فكرة التنظيمات العسكرية من خارج مؤسسات الدولة، أما فيما يخص “مراسم الجنازة” لوثيقة الوفاة، كما يسميها، فيعتبر أن هذه الخطوة تحتاج إلى نقاشات جدية وترتيبات دقيقة”.
ويوضح حمادة أن “موضوع التنظيم العسكري لحزب الله قد انتهى على الصعيد اللبناني، حيث الغالبية الساحقة من اللبنانيين تؤيد هذا المبدأ”، لافتًا إلى أن “الإقليم العربي والمجتمع الدولي يدعمان فكرة إخراج لبنان من هذه الحالة، مما يجعل من الصعب الاستمرار في هذه التجربة خارج نطاق الدولة”.