لا تزال الصدمة السلبية التي أحدثتها مقاطعة الثنائي الشيعي للإستشارات في المجلس النيابي، تُلقي بظلالها على المشهد السياسي الداخلي وترسم تحدياتٍ إضافية أمام الرئيس المكلف نواف سلام الذي ينهي استشاراته النيابية اليوم قبل الإجتماع غداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وإذا كانت الأنظار تتركز على الموعدين الأخيرين من الإستشارات اليوم واللذين خصصهما سلام لكتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة”، لتحديد المسار الذي سيسلكه الثنائي في استحقاق تشكيل الحكومة المقبلة، فإن أوساطاً سياسية مواكبة تكشف ل”ليبانون ديبايت”، إنه يبدو جلياً أن الرئيس المكلّف أراد إعطاء الفرصة أمام الإتصالات الجارية من قبل أطرافٍ داخلية وخارجية أيضاً، ولذلك حدد للكتلتين الموعد في نهاية الإستشارات مع الكتل النيابية.
وعن المقاطعة المعلنة من كتلتي الثنائي الشيعي للإستشارات، ترى الأوساط أنها “مناورة”، ولا تهدف إلاّ لتوجيه رسائل داخلية باتجاه البيئة الشيعية و”شدّ العصب” هذه البيئة في الإعلام من خلال الإعلان عن عدم الرضى على ما يحصل، ومن أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب في الحكومة المقبلة.
ومن هنا، تتوقع هذه الأوساط أن تعود الكتلتان عن قرارهما وأن تشاركا في الإستشارات، كما أنها تؤكد أن لا مقاطعة للحكومة، وذلك وفق المعطيات المُستقاة من أكثر من مصدر، والتي تجزم بمشاركة الثنائي في الحكومة، إلاّ إذا كانت التسريبات من قبلهما في الإعلام “غير دقيقة” في هذا الشأن.
وأمّا لجهة ما يتردد عن أن ولادة الحكومة ستكون خلال أيام، توضح الأوساط المواكبة أنها ستتشكل في أسرع وقت ممكن.
وعن احتمال دخول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خطّ الإعتراض والمقاطعة المعلنة من الثنائي الشيعي، فإن الأوساط لا تتوقع أن يتدخل الرئيس ماكرون في هذا الملف، وإن كانت تكشف عن “طرفٍ ما يتدخل من أجل طمأنة قيادة الثنائي”.
وبالتالي، تعترف الأوساط بأن “الظرف الذي فرض انتخاب عون وتكليف سلام، سيفرض طبيعة الحكومة العتيدة”.
وحول انعكاسات تمسّك الثنائي بموقف المقاطعة على عملية تشكيل الحكومة، تؤكد الأوساط أنه في السابق كان التعبير عن مثل هذا الموقف يحصل في الشارع كما حصل في 7 أيار، ولكن الوضع تبدل اليوم، ولن تصل الأمور إلى مرحلة القطيعة.
