تتواصل فصول القصة الإنسانية المؤلمة للسجين المحرر من السجون السورية، الذي أثار جدلاً واسعاً حول هويته الحقيقية، وسط تضارب الفرضيات وانتظار نتائج فحوصات الحمض النووي. ومع دخول عائلتين لبنانيتين على خط الاشتباه به، باتت القضية تعكس حجم المعاناة الإنسانية لعائلات فقدت أبناءها في ظروف غامضة خلال الحرب اللبنانية.
في البداية، ووفق ما أشار “ليبانون ديبايت” سابقاً، تم ترجيح أن السجين المحرر هو مواطن أردني يدعى أسامة بطانية، لكن فحوصات الحمض النووي سرعان ما نفت هذه الفرضية، ليتحول الشك إلى أنه قد يكون الرقيب أول في الجيش اللبناني شامل حسين كنعان، من مواليد بلدة شبعا عام 1959. الرقيب كنعان اختطف في بيروت بتاريخ 16 حزيران 1986 بالقرب من أحد المساجد، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره تماماً.
واليوم، مع بروز هذه الفرضية، عَلِمَ “ليبانون ديبايت” أنه تم إجراء فحص الحمض النووي مع فتاة تربطها علاقة قرابة بعيدة بالرقيب كنعان، إلا أن النتائج لم تكن حاسمة. وعلى إثر ذلك، توجه أحد أشقائه صباح اليوم الجمعة إلى الأردن لإجراء فحص إضافي قد يساعد في التأكد مما إذا كان السجين هو شامل كنعان أم لا.
لكن المفاجأة جاءت من زغرتا، حيث أعلنت عائلة أخرى أن لديها شكوكاً بأن السجين قد يكون ابنها، العسكري في الجيش اللبناني سايد شهيد باتور، الذي اختفى خلال الأحداث اللبنانية في عام 1990. ووفق المعلومات، لم تتأخر العائلة، فسافر أفراد منها إلى الأردن لإجراء فحوصات الحمض النووي سعياً لحسم الأمر.
وفيما تتحسن الحالة الصحية للسجين تدريجياً، تشير المعلومات إلى أن حالته النفسية لا تزال متدهورة للغاية، إذ لم يتمكن حتى اللحظة من الحديث أو التواصل مع من حوله. وبينما تنتظر العائلتان النتائج بفارغ الصبر، يبقى السؤال معلقاً: هل هذا الرجل المجهول هو شامل كنعان أم سايد باتور، أم أن القصة ستأخذ منعطفاً جديداً يكشف هوية ثالثة غير متوقعة؟