طقس خريفي مستقر يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى بعد ظهر اليوم الخميس، حيث تتأثر المنطقة بمنخفض جوي متوسط الفعالية متمركز حالياً شمال البحر الأسود، يؤدي إلى طقس متقلب وماطر أحياناً ويستمر تأثيره حتى مساء الجمعة، ليعود الطقس إلى الاستقرار تدريجياً.
في هذا الإطار، أوضح المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن السبب وراء غياب الأمطار وتأخر موسم الشتاء يعود إلى سيطرة ضغط جوي مرتفع ناجم عن المرتفع السيبيري “عدونا الكبير”، الذي يغطّي حالياً مناطق واسعة تمتد من بحر قزوين إلى موسكو، تركيا، لبنان، سوريا، العراق، وإيران. بالإضافة إلى ذلك، هناك تأثير آخر للمرتفع شبه المداري، الذي يسيطر على شبه الجزيرة العربية.
وأضاف: “هذان المرتفعان عملا معاً على دفع رياح شرقية وجنوبية شرقية باتجاه المنطقة، مما حال دون وصول المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط إلى لبنان. فالمنخفضات إما تتلاشى فوق البحر أو تتجه نحو غرب تركيا واليونان”.
وتابع: “من جهة أخرى، المحيط الأطلسي ينقل أمطاراً غزيرة نحو غرب وجنوب أوروبا، ولكن المرتفع السيبيري يشكّل عائقاً أمام وصول هذه الأمطار إلى شرق المتوسط”.
وأشار إلى أن هذا الوضع مؤقت، حيث من المتوقع أن يتراجع تأثير المرتفع السيبيري في القسم الثاني من شهر كانون الأول، وقد يتحرك نحو وسط آسيا أو يعود إلى مناطق سيبيريا والصين. هذا الانحسار سيخفف من تأثيره السلبي على المنطقة، مما سيفسح المجال أمام المنخفضات الجوية للعودة إلى لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، مع إمكانية امتدادها أحياناً إلى العراق.
ولفت إلى أن “مساء اليوم الخميس ستشهد البلاد حالة من عدم الاستقرار نتيجة تأثر جنوب تركيا ولبنان بمنخفض جوي، حيث ستتساقط الأمطار بشكل متفرق في لبنان، لكنها لن تشمل كافة المناطق. ومن المتوقع أن تكون الرياح غربية، تتراوح سرعتها بين 40 و80 كيلومتراً في الساعة. ومع انتهاء هذه الحالة ظهر غد الجمعة، سترتفع درجات الحرارة مجدداً بفعل رياح جنوبية شرقية ناتجة عن تأثير المرتفع شبه المداري”.
واستكمل، “بين الثلاثاء والأربعاء المقبلين، هناك احتمال قوي لوصول منخفض جوي بقيم ضغط منخفضة، قد يكسر تأثير المرتفع شبه المداري ويعيد الأمطار إلى لبنان. ومع نهاية الأسبوع المقبل، يُتوقع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، ليعود الطقس البارد وتبدأ الأمطار والثلوج بالتساقط في القسم الثاني من الشهر”.
وختم خنيصر، مشدداً على أن “غياب الأمطار في الأيام الأولى من كانون الأول لا يعني أن الشتاء قد انتهى أو تعثر. التغيرات الجوية المنتظرة، مع تراجع المرتفع السيبيري وشبه المداري، ستعيد الخيرات إلى المنطقة في النصف الثاني من الشهر، مع تساقط الأمطار والثلوج المنتظرة”.