تتسارع الأحداث في المنطقة، بحيث لا يزال لبنان يعيش الصدمات المتتالية من الحرب الإسرائيلية الشرسة إلى التداعيات غير المحسوبة في سوريا، حيث بدأ التشكيك بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الأول وما إذا كانت مثمرة أم لا، فهل تعقد الجلسة أم أننا أمام مزيد من التسويف والمماطلة؟
في هذا الإطار، يشير المحلل السياسي نضال السبع، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، إلى أن “جلسة 9 كانون” مقدسة وهي جلسة ستنتج رئيساً، وهذا الموضوع ليس له علاقة بتطورات سوريا”، وهو يقدر “أنه منذ عام 2011 سوريا أصبحت مغيبة عن جميع الاستحقاقات اللبنانية، كما أن النظام السوري السابق لم يكن يهتم بالملفات اللبنانية باستثناء الملفات الأمنية التي تمسه من هذه الناحية، وأما على الصعيد السياسي فلم نلمس جهداً سورياً من أجل إنتاج رئيس أو حتى لتشكيل حكومة أو فرض وزير هنا أو هناك، ولا حتى التدخل بالشأن النيابي منذ خروج سوريا من لبنان”.
ويؤكد أن “سوريا اليوم عملياً بعد هذا المخاض الذي مرت فيه، هي بحكم المؤكد بعيدة عن لبنان، فهي اليوم لديها ملفاتها الخاصة بها وأهم ما تعاني منه اليوم هو الاستحقاق الأمني”.
وأما فيما يتعلق بجلسة 9 كانون، فيلفت السبع إلى أنه “هناك تفاهم مع الأميركيين، فليس عبثاً أن يحدد الاتفاق مع الإسرائيليين مهلة الـ60 يوماً، وتاريخ 9 كانون الثاني هو ضمن الـ60 يوماً، كما أن هذا التاريخ يسبق مباشرة وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض”.
ويستخلص السبع من “حديث نعيم قاسم ما قبل الأخير حينما تحدث عن أن حزب الله جاهز لإتمام الاستحقاق الرئاسي وهو ملتزم بالطائف، أن حينها كان هناك مفاوضات، ورئيس مجلس النواب نبيه بري هو من يتولى هذه المفاوضات مع الأميركيين، وكان مطلوباً من حزب الله أن يعلن هذا الأمر، بالتالي هناك التزام لبناني بإنجاز الاستحقاق يوم 9 كانون”.
إذاً، يوم 9 كانون الثاني هو التزام لبناني مع الإدارة الأميركية، كما سمعت من المسؤولين اللبنانيين بأنه يوم حاسم، وحتى حديث مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس عن تأجيل هذا الاستحقاق لمدة شهرين قوبل لبنانياً من أصحاب الشأن بالانزعاج وأنه لا يعقل أن دولة أخرى تطالب من دولة ثانية عدم الذهاب إلى الانتخابات وانتخاب رئيس، وبالتالي الحديث الداخلي اللبناني يشير إلى الاتجاه نحو إنجاز الاستحقاق.
وبالنسبة إلى المعارضة، يلفت إلى أنه منذ الأسبوع الماضي بدأ الحراك والاتصالات الداخلية وبدأت تفاهمات وترشيح أسماء، لذا يعتقد أن هناك العديد من الأطراف تنتظر كلمة سر خليجية أو أميركية، لذلك يرجح حراكاً أميركياً يدور بالهمس تجاه شخصيات معينة، وبالتالي دفع المعارضة نحو إنجاز الاستحقاق، فالسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون حريصة جداً على إنجاز هذا الاستحقاق.
ولا يستبعد أن تكون هناك اتصالات للإدارة الأميركية مع القوات اللبنانية أو مع باسيل، كما أن هناك العديد من الأسماء تحظى بالدعم الأميركي، على سبيل المثال مدير عام الأمن العام اللواء إلياس البيسري الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع الجانب القطري الذي يلعب دوراً كبيراً الآن في سوريا وعلاقة جيدة مع الأميركيين، لذا حظوظه كبيرة، أيضاً هناك إبراهيم كنعان على سبيل المثال، فهو يحظى بدعم بكركي والبطريرك، وحسب معلوماتي علاقته جيدة مع الرئيس بري، لذا أقدر أن هاتين الشخصيتين لهما حضور وأسماؤهما متداولة، كما أن هناك أسماء أخرى يتم التداول بها مثل سمير عساف، ولكن المشكلة هنا تكمن في أن اللبنانيين لا يعرفونه ولا يعرفون شيئاً عن برنامجه السياسي، منتقداً الجانب الفرنسي الذي يتعاطى مع لبنان وكأنه يعيش في زمن الجنرال ديغول عندما كان يفرض في لبنان رؤساء جمهورية ويشكل حكومات.