كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:
لبنان على موعد مع قدوم اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج لتمضية عطلة عيدَي الميلاد ورأس السنة، وهم بدأو يشدّون أحزمة الطائرات التي ستتوجّه إلى بيروت مسجِّلة حركة نشطة افتقدها حَرَم المطار منذ تشرين الأول 2024 وحتى فجر 27 تشرين الثاني الفائت.
فمجيئهم يُسجَّل على قائمة المطاعم والأسواق التجارية.. فيما يغيب من حسابات القطاع الفندقي!
رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يأسف لهذه الحقيقة المرّة على رغم “ترحيبه الحار بهم”… ويقول لـ”المركزية” إن “الاحتفال بعيد الميلاد يحصل عادةً في المنازل لا في صالات الفنادق والمطاعم، من هنا سيستفيد التجار على اختلافهم من هذا العيد، وليس الفنادق”.
يبقى الأمل معلقاً على احتفالات ليلة رأس السنة، لكنه يؤكد أنه “حتى الآن لم نلاحظ حفلات كبيرة وضخمة مرتقبة يمكن أن تستقطب لبنانيين سيتحمّسون للانتقال من منطقة إلى أخرى.. ولا حتى في العاصمة بيروت هناك بوادر تنظيم حفلات كبيرة محفّزة! خصوصاً أن غالبية كبار الفنانين الذين يجذبون المقيمين أو المغتربين أو العرب والأجانب، سيُحيون حفلاتهم في الخارج.
لكنه يؤكد أن “الوضع سيتحسّن وقد تشهد بعض المناطق حركة اقتصادية بنسبة 10% أو 20% مقارنةً بصفر في المئة خلال الحرب، إنما حتى لو بلغت 40% ستبقى في إطار الخسارة لا الربح”.
وإذ يُقرّ بأن “وقف إطلاق النار ينعكس إيجاباً على اقتصاد البلاد ويُضفي جواً من الأمل في الأيام القابلة… إنما لغاية الآن لم يشعر قطاع الفنادق والشقق المفروشة تحديداً، بأي تحسّن في نشاطه أو بتحرّك عجلة الحجوزات! ربما قد نشهد ذلك خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة” على حدّ قوله.
وليس بعيداً، يُشير الأشقر إلى أن “علاقة لبنان بدول الخليج العربي لا تزال مقطوعة إلى اليوم. وكذلك مع أوروبا عندما حذّرت رعاياها من المجيء إلى لبنان كما فعلت الدول الغربية كافة، ولا يزال الحظر قائماً حتى اليوم…”.
..”بقي إذاً، المواطن اللبناني الذي لن يستفيد منه القطاع الفندقي لأنه يملك هو أو ذووه، منزلاً في لبنان، إنما ستستفيد المطاعم التي قد يتحسّن وضعها قليلاً إنما ليس في المناطق كافة” بحسب الأشقر “إذ على سبيل المثال لا الحصر لن تتحرّك عجلة مطاعم البترون في موسم الشتاء كما هو الحال في موسم الصيف! ربما قد تشهد منطقتا فاريا وفقرا حركة هذا الموسم لأنها شهدت تساقطات ملحوظة من الثلج ستجذب هواة التزلّج”.
مسح الأضرار؟
وعما إذا كان أُجريَ مسح للفنادق المتضّررة في الجنوب والبقاع وبيروت، يقول الأشقر: من المُبكر الحديث عن هذا الموضوع، خصوصاً أن الأضرار ليست كبيرة باستثناء عدد قليل جداً من الفنادق التي تضرّرت بنسبة كبيرة كأحد الفنادق في بعلبك على سبيل المثال. أما مهمة المسح فيتولاها الجيش اللبناني والأطراف المعنية.
ويلفت في السياق، إلى أن “خسائر كبيرة جداً حلّت بالقطاع الفندقي خلال السنة ونصف السنة الأخيرة حيث شهد موجة إقفال لافتة: جزئي في بيروت، وكلي في المناطق الواقعة خارج العاصمة”.
في الخلاصة، ينفي الأشقر القول إن “لبنان عاد إلى الخريطة السياحية بعد انطلاق وقف إطلاق النار … فهذا كلام غير دقيق! خصوصاً أن هناك علامات استفهام مطروحة حول تطورات الأوضاع الأمنية في سوريا ومدى انعكاسها على الساحة اللبنانية.. إضافة إلى الخلاف الظاهر حول قراءة اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل. هذان العاملان لا يعزّزان تثبيت الاستقرار الأمني أولاً.. والسياسي ثانياً في لبنان”.