في سردية متناقضة وتحت عنوان بارز أفرد ملحق “24 ساعة” من صحيفة “يديعوت أحرونوت” بتاريخ اليوم وبقلم سمادار بيري، صفحته الرئيسية للحديث عن التمديد لقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون واحتمال توليه رئاسة الجمهورية.
“الجنرال جوزاف عون: قائد الجيش اللبناني الذي يواجه معضلة “حزب الله”، هو العنوان الذي اختارته لمقالتها التي لم تستطع إبراز أوجه الخلاف بين جوزاف عون وحزب الله.
والتناقض الفاضح فيما ذكرته عن أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل استشهاده أوصى باختياره كمرشح للرئاسة، في حال انسحاب سليمان فرنجية، مرشح حزب الله التقليدي، في محاولة تحتمل التسويق له عند المكون الشيعي، وبين حرق مراكبه عند الحديث عن مواجهة محتملة بينه وبين الحزب عندما أشارت إلى أن الجيش اللبناني بقيادة عون هو القوة الوحيدة القادرة على التوازن مع حزب الله، الذي يمتلك قوة عسكرية أكبر من الجيش، بحسب التقرير.
وكان لتوقيت التقرير الذي نشر بتاريخ اليوم دلالة واضحة حيث جاء في يوم التمديد له في المجلس النيابي اللبناني، ووصفته بأنه “الجنرال” الذي يقود جيشاً صغيراً في ظل ظروف سياسية وأمنية شديدة التعقيد، مشيرة إلى دوره المركزي في الحفاظ على استقرار لبنان وسط الأزمات المتصاعدة.
وانشغلت في تقريرها بموضوع ترشيحه للرئاسة وطرحه كمرشح توافقي بدعم دولي وإقليمي، خصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا. وتشير إلى أن أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله، قبل مقتله، أوصى باختياره بناءً على تقديرات نصر الله أن عون هو الأكثر ملاءمة للمرحلة المقبلة.
وتحرص على تمرير أنه خلال مسيرته، برز كقائد حازم ومستقل، لا تربطه أي علاقات سياسية مباشرة مع حزب الله أو القوى التقليدية الأخرى، وأن قيادته موثوقة دولياً، حيث تصل المساعدات الدولية المقدمة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج مباشرة إلى قيادة الجيش دون المرور بالقنوات السياسية، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي به.
وتثني بطريقة غير مباشرة على كيفية تعامله مع احتجاجات 2019 حيث تعامل بحذر بحماية المتظاهرين وعدم استخدام العنف مما أكسبه احتراماً واضحاً بين اللبنانيين.
وتحاول الكاتبة الترويج لزهد العماد عون بالرئاسة ولكنها تؤكد أن اسمه يتكرر في كل جلسة برلمانية حيث تنسب إلى اللبنانيين رؤيته كشخصية توافقية قادرة على تخفيف الانقسام السياسي وإعادة الاستقرار إلى البلاد.
ولا تغفل التلميح أن الجيش اللبناني بقيادة عون القوة الوحيدة القادرة على التوازن مع حزب الله، الذي يمتلك قوة عسكرية أكبر من الجيش، بحسب التقرير.
وتكرر التركيز على مهمته الرئيسة إذا ما انتخب رئيساً وهي إيجاد صيغة للتعامل مع حزب الله، وإعادة ثقة اللبنانيين بمؤسسات دولتهم.