عُقدت أمس في الرياض القمة العربية الإسلامية التي ضمت قادة الدول العربية والإسلامية، في وقت حساس يشهد فيه لبنان تحديات كبيرة مع إستمرار الحرب، وهذا ما طرح تساؤلات حول ما إذا كانت نتائج القمة ستسهم بشكل كبير في تحديد مسار الحلول السياسية للبنان، وتعزيز الجهود الدولية لوقف التصعيد العسكري وتخفيف معاناة الشعب اللبناني.
في هذا الإطار، يرى عضو تكتّل “الاعتدال الوطني” النائب محمد سليمان، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “القمة التي عُقدت أمس بالتأكيد تعزز الملف اللبناني، فهي تقدّم دعمًا لبلدنا في هذه الظروف الصعبة، وتؤكد على دور لبنان العربي واحتضان الدول العربية والإسلامية له، وأن بلدنا ليس متروكًا، خصوصًا أن لبنان عضو في الجامعة العربية، ومن الطبيعي أن يعود إلى مكانته بعد فترة طويلة من القطيعة الخليجية له”.
ويعتبر أن “مجرّد انعقاد القمة هو دليل على أن السعودية حسمت أمرها لدعم لبنان، وهو موقف يعكس التزام المملكة الثابت بمساندة لبنان في هذه الظروف الدقيقة، لكن في الوقت نفسه، يؤكد أننا بحاجة إلى أن يتحمل اللبنانيون مسؤولياتهم بأنفسهم، وأن يبادروا إلى اتخاذ خطوات جادة لحل أزمة لبنان الداخلية، فلا يمكن لأي دعم خارجي أن يكون فعّالًا إذا لم يكن هناك توافق داخلي وجهود حقيقية من اللبنانيين أنفسهم لإيجاد حلول مستدامة للأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد”.
وفي ردّ على سؤال حول زيارته لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم، يقول سليمان: “دار الفتوى وسماحته هما مرجعيتنا، وبالتالي الزيارة كانت طبيعية خصوصًا أننا نلتقي سماحته من وقت لآخر”.
ويضيف: “ناقشنا مع صاحب السماحة كافة التطورات التي تشهدها بلادنا، خصوصًا العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له الوطن، وقد أكد على ضرورة التماسك والوحدة الوطنية في ظل هذه الظروف الصعبة، التي تتطلب منا جميعًا الوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها الشرعية، لأنها الضمانة للجميع، فالدولة هي التي تحمي الجميع، وعندما تنتصر الدولة، ينتصر الجميع، كما شدّدنا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات، لأن لا خلاص لنا إلّا من خلال مؤسسات الدولة، التي هي الوحيدة القادرة على حماية بلدنا وتنفيذ القرارات الدولية”.
وفيما يخص الغارة التي استهدفت بلدة عين يعقوب في عكار يوم أمس الإثنين، يؤكد أنها “جريمة جديدة واستهداف آخر لبلدة عكارية، عين يعقوب كما سائر قرى عكار، هي منطقة آمنة وهادئة، وقد احتضنت نازحين، واستهدافها من العدو الإسرائيلي يعد جريمة أخرى وانتهاكًا للمناطق الآمنة البعيدة”.
ويُشدّد سليمان، على أن “رسالتنا للعالم أجمع هي إنقاذ لبنان من مجازر العدوان الإسرائيلي المتواصلة، لقد وصل الوضع إلى حدٍ غير مقبول، ويجب أن يتوقف هذا التصعيد العسكري الذي يطال المدنيين الأبرياء، يكفي هذا البلد قتلًا ودمارًا”.