كتب داني حداد في موقع mtv:
اعتدنا، خصوصاً في لبنان ما بعد الطائف، على وجود الجنرالات في قصر بعبدا. ثلاثة رؤساء من أصل أربعة حملوا اللقب، وربما حملوا بعض صفاته، ولو بتفاوتٍ بينهم.
ما زلنا، في أروقة الدبلوماسيّين الباحثين عن رئيسٍ للبنان، نبحث في مسألة المواصفات ولم ننتقل بعد الى مرحلة الأسماء، خشية حرقها ربما أو منعاً للاختلاف بالرأي حولها. لم ينضج البحث عن رئيسٍ، فلماذا نلتهي بالأسماء؟
حسناً، دعنا بالمواصفات. لعلّ الصفة الأكثر إلحاحاً كي تتوفّر في الرئيس المقبل هي “الإصلاحي”. إن كان الرئيس إصلاحيّاً، يمكنه النهوض بالبلد من جديد، إذ سيعزّز ثقة الداخل والخارج، ويُخرج الإدارات من مستنقع الفساد، ويُبرِز دور المؤسّسات السياسيّة والأمنيّة، ويعيد للدولة هيبة لم يتبقَّ منها اليوم سوى ظلّها.
نحتاج، والرأي يتشارك فيه كثيرون من الباحثين عن رئيسٍ، الى فؤاد شهاب جديد. الجنرال الأوّل الذي بلغ الرئاسة. ولا نقصد هنا إلزاميّة أن يكون الرئيس عسكريّاً، بل يحمل الكثير ممّا امتلكه فؤاد شهاب من صفاتٍ، مثل بناء المؤسّسات من دون أن يكون خارجاً بالضرورة من أحزاب المسيحيّين التقليديّة، ولكنّه لا يحكم ضدّها فيمضي العهد بين صراعٍ مع حزب وكباشٍ مع آخر. العهد الأخير أصدق مثال.
إبحثوا عمّن تتوفّر فيه مواصفات فؤاد شهاب، إذ نحن في مرحلة تأسيسيّة والحاجة ماسّة الى من يبني على أسسٍ صلبة، فلا يغرق في مستنقع الطائفيّة ولا يوزّع مغانم العهد والبلد على المقرّبين، ولا يدخل في لعبة المحاور فيحرق نفسه والبلد.
من الضروري أن يعود “الجنرال” فؤاد شهاب الى قصر بعبدا، تحت إسمٍ آخر. من الضروري أن نطوي صفحة الأزمات وتقبض الدولة على “زرّ” الحرب، فلا يأخذنا إليها أحدٌ مرغمين ولا يُخرجنا منها أحدٌ إلى اتفاقات إذعان.
وحذارِ أن يأخذنا الرئيس المقبل الى حقل تجارب، ولا إلى مغامراتٍ غير محسوبة النتائج. اختاروا رئيساً مجرَّباً، فلا نتفاجأ بأدائه.
هي مواصفات مبدئيّة، لا مبالغة فيها. فهل كثيرٌ علينا أن نطمح لتحقيق ما يجب أن يكون مسلّماً به؟