متى ستنتهي الحرب؟ السؤال هذا هو الأكثر طرحاً في الوقت الراهن وسط الاشتباك المتصاعد بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
الإجابة على هذا السؤال تأتي من وحي الميدان القتالي، وما يظهر حالياً هو أن “المعارك طويلة”، وإن حصل حسمٌ لمجريات الأمور فقد يأتي بعد سلسلة من التطورات الميدانية قد تبدأً فعلياً من تنفيذ “حزب الله” عملية أكبر وأوسع ضد إسرائيل كتلك التي نفذها قبل يومين ضد مدينة بنيامينا حينما قصف مجمعاً عسكرياً بطائرة مُسيرة، أو الركون نحو مفاوضات أساسها قرار أمميّ يؤدي إلى وقف إطلاق النار.. هنا، يكمن بيت القصيد: من أين ستبدأ نهاية الحرب؟ من الأمر الثاني أم الأول؟
تقول مصادر معنية بالشأن العسكري ومقربة من “حزب الله” إن الأخير “لن يتراجع نهائياً عن خط النار”، مشيرة إلى أن القرار حاسم بمواصلة المواجهة حتى قبول إسرائيل بوقف غير مشروط لإطلاق النار، وأضاف: “إن حصل هذا الأمر، عندها ستنتهي الحرب، وبالتالي سيكون انعقاد طاولة مفاوضات هو الأمر الأبرز بعد ذلك لإنتاج التسوية المطلوبة”.
وفق المصادر، فإن “حزب الله كان يُحضر نفسه لهذه المرحلة استناداً للتطورات الماضية، لكن التأجيل الحالي للحل الدبلوماسي سببه أن الوضعية العسكرية تفرض تصعيداً جديداً يجب تسييله لمعرفة آفاقه في إسرائيل قبل لبنان”.
المسألة الأقرب تحققاً للواقع هو أن الحزب قد ينفذ ضربة عسكرية أكبر من تلك التي أنجزها يوم الأحد، وتلفت المصادر إلى أن هناك معطيات ميدانية تتحدث عن أن الحزب سيرفع من وتيرة الاستهدافات وسيُدخل أسلحة نوعية إلى المعركة لإيلام الإسرائيليين أكثر.
بحسب المصادر، فإن الحزب سيفتح الباب أمام النقاش وورقته القوية على الطاولة، إن حضرت في ساعتها، ستكون هي العامل الأكبر لوقف الحرب وضمن أي سيناريو مقترح.
وسط كل ذلك، فإن ما يبرز هو أحداث ما بعد التسوية، ويبقى التساؤل الأكبر: هل ستنهي إسرائيل استهدافاتها أم ستواصلها؟ لا شيء محسوما على هذا الصعيد خصوصاً أن إسرائيل “تمادت” كثيراً في عمليات القصف.
الأساس في أي تسوية هو “انتزاع” مادة تضمن عدم شن أي عمل تخريبي أو عسكري داخل الأراضي اللبنانية، فهذا الأمر مهم جداً من أجل الالتزام به، وإن لم يحصل هذا الأمر فإن إمكانية تجدّد الحرب أو المناوشات بـ”الحد الأدنى” ستعيد نفسها لتبرز على الساحة من جديد.
إذاً، ما المنتظر وما هو المطلب؟ إن كانت إسرائيل تريد الحصول على ضمانات ما، فإن لبنان يجدر به تحصيل الأمر نفسه، فالمسألة لم تعد ترتبط بوقف إطلاق نار، بل ترتبط أيضاً بسياسة اغتيالات انتهجتها إسرائيل باستمرار وأسفرت عن تدمير، توتر، انعدام للأمن.
لهذا السبب وغيره، فإن الحرب قد تنتهي مرحلياً إن لم تكن الضمانات حاضرة.. فما الذي سينص عليها صراحة وكيف ستتم مناقشتها وما هو الإخراج النهائي لها؟ كل هذه الأمور ستنكشف تباعاً..