نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدثت فيه عما أسمته بـ”التصدع الاستخباراتي الذي يواجهه حزب الله” في لبنان، وسردت الطريقة التي يتم فيها تحديد هدف لقتله، مقدمة عملية اغتيال السيد حسن نصرالله كمثال على ذلك.
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه وراء اغتيال كبار مسؤولي حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله “عملية استخباراتية متعددة المراحل تشمل تحديد مكان الشخص المطلوب استهدافه وبالتالي اتخاذ قرار بشأن الهجوم.
وأوضحت الصحيفة أن اختيار الهدف، نصرالله مثالاً، يتم بقرار من ضابط مخابرات كبير، وأضافت: “بعد ذلك، يتم وضع خطة جمع المعلومات والهدف منها هو الحصول على كافة المعطيات عن الرجل، وتشمل هذه القدرات الذكاء البشري والذكاء البصري وتبادل المعلومات مع الشركاء والأجانب”.
وتابع: “يمكن أن يكون الذكاء البشري بمثابة عامل يساهم في الوصول إلى الشخص أو بيئته، على سبيل المثال، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات. كذلك، يشمل الذكاء البصري تطوير قدرات المراقبة البصرية – الأقمار الصناعية، والطائرات من دون طيار، والصور الجوية، وكاميرات الشوارع، والمزيد”.
وأردف: “في البداية، يتم تحديد مهمة واسعة تتمثل في جمع كافة المعلومات عن الرجل. بعد أن تبدأ المواد المعالجة في صورة استخباراتية بالتراكم، يمكن للمرء أن يبدأ في التركيز، فإذا كان الرجل في مكان معين، أو بقي في عدة أماكن، فيجب على المرء أن يبدأ في رسم خرائط لهذه الأماكن وجمع معلومات محددة وتحديداً عن بنية الأماكن التي يوجد فيها والتي تشمل الإقامات، طرق الوصول، الجيران، الأمن. وبعد رسم الخرائط، يتم التركيز على الروتين اليومي للرجل”.
وأكمل: “أيضاً يتم البحث عن كيفية انتقال هذا الشخص من مكان إلى آخر.. هل يجري ذلك بالسيارة أم سيراً على الأقدام؟ هل يتم استخدام مركبة واحدة أو عدة مركبات يختار منها هو أو المحيطون به في اللحظة الأخيرة؟ هل الرحلة في قافلة أم في مركبة واحدة؟ كم عدد حراس الأمن المسلحين الذين كانوا معه في الرحلة؟ تم بذل جهد لرسم خريطة للمركبات المختلفة وجمع أكبر قدر من المعلومات عن كل منها. الآن، عندما تتوفر معلومات تفصيلية كافية عن الأماكن التي يقيم فيها الهدف (بما في ذلك المبنى) ومعلومات تفصيلية كافية عن جميع المركبات التي ينتقل بها من مكان إلى آخر، فمن الممكن البدء في التخطيط لإيذاء الشخص سواء أثناء أثناء سفره أو عند وصوله إلى أحد الأماكن التي يقيم فيها عادةً”.
وأردف: “تستمر عملية جمع المعلومات التفصيلية طوال الوقت لبناء صورة استخباراتية حديثة ومفصلة قدر الإمكان. وانطلاقاً من هذه الصورة تبدأ عملية التخطيط بقيادة هيئة تنفيذية، الأمر الذي يطرح أثناء التخطيط تساؤلات إضافية تتطلب عمليات جمع إضافية لاستكمال التفاصيل”.
وأكمل: “عندما تكون هناك خطة عملياتية مفصلة في ما يتعلق بالخيارات المختلفة، ويتم منح الموافقة على العملية (عادة من المستوى السياسي الرفيع، بعد أن يتم عرض العملية المخطط لها عليه وتكون كل معاني وإمكانيات رد الخصم على مثل هذه العملية قد تم تقديمها)، تبدأ عملية محاولة العثور على المصيد التشغيلي والذي سيعطي إشارة على وجود الشخص المستهدف في مركبة معينة، أو في مكان معين، وبعد ذلك يمكن اتخاذ الإجراء لإيذاء الشخص”.
وختم: “أثناء العملية، قد تنشأ صعوبات يمكن أن تؤدي إلى إيقاف العملية أو تأخيرها. على سبيل المثال، وجود مدنيين غير متورطين بالقرب من المكان الذي يخططون للهجوم عليه وغيرها من الاحتمالات. عندما يتم تنفيذ العملية كما هو مخطط لها، فهي نتيجة عمل العديد من الأشخاص على مدى فترة طويلة جدًا من الزمن يتم فيها بناء الصورة الاستخباراتية التفصيلية والتخطيط والتنفيذ نفسه”.