في ظل الأوضاع المتوترة نتيجة الحرب بين لبنان وإسرائيل، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات مثيرة للقلق تزعم وجود تحذيرات من الجيش الإسرائيلي حول استهداف مناطق محددة في لبنان. هذه الرسائل، التي يتم تداولها بكثافة، ادعت أن القصف سيطال المناطق التي شكلت ملاذاً آمناً للنازحين من المناطق الجنوبية والبقاعية والضاحية الجنوبية لبيروت التي تتعرض للقصف المباشر.
آخر هذه الإشاعات تناولت بلدة “أفقا” في قضاء جبيل، حيث نُشرت خريطة معدلة تُظهر مبنى محدداً في البلدة وتوجيهات بإخلائه فوراً والابتعاد لمسافة 500 متر عنه. هذا التحذير المزعوم أثار حالة من البلبلة والخوف بين سكان المنطقة، مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة.
لكن بعد التحقيقات، تبيّن أن الخريطة مفبركة، وأن الشخص الذي نشرها هو أحد أبناء البلدة نفسها. واعترف الشاب بأنه قام بتعديل صورة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، في وقت سابق، وأرسل تسجيلات صوتية عبر مجموعات “واتساب” يؤكد فيها أن الخريطة والتحذير كاذبان، وأن البلدة ليست مهددة بأي خطر.
وعلى الرغم من كشف الحقيقة، إلا أن هذه الحادثة أثارت جدلاً حول تأثير الشائعات في إثارة القلق وزعزعة الأمن الاجتماعي، خاصة في ظل الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان مع استمرار التصعيد العسكري. وقد تكررت هذه الحوادث في مناطق أخرى مثل “بليبل” في قضاء عاليه، و”النويري” و”حي اللجا” في بيروت.
إضافة إلى ذلك، في بلدة طاريا، تلقى عدد من المخاتير تحذيرات بضرورة إخلاء البلدة، ليتبين لاحقاً أن نازحاً سورياً قام بذلك، وقد اعتقلته مخابرات الجيش.
كما أفادت المعلومات، أن “القوى الأمنية تمكّنت من توقيف الشخص الذي فبرك الرسالة في أفقا، واتخذت الإجراءات القانونية بحقه”.