كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
من الواضح أن حزبَ الله لم يتوقّع البتّة أن يَدخل ويُدخلنا معه في الجحيم هذا… فآلة القتلِ الإسرائيلية يبدو أنها لن تتوقّف قبل أن تتأكّد من القضاء على الحزب وبنيته التحتية وأسلحته وعديدِهِ وعتادِهِ، والأهم على قادته.
اغتيالُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومن بعده استهداف هاشم صفي الدين الذي لا يزالُ مصيرهُ حتى الساعة مجهولا، يشكّل دليلا على ما سبقَ ذكرُه. فمَن من الممكن أن يكون الأمين العام الرابع للحزب ويخلف نصرالله؟
المرشّح الابرز لخلافة نصرالله، كما هو معروف، هو هاشم صفي الدين، إبن خالة نصرالله وصهر القائد السابق لـ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فهو يرأس المجلس التنفيذي للحزب، وهو المشرف على كامل الشؤون السياسية والبرامج الاقتصادية والاجتماعية للحزب. لطالما اعُتبر صفي الدين الرجل الثاني داخل الحزب، والمُمسك بأهم الملفات، وهو يعلم “الشاردة والواردة” في الحزب… وحتى مساء الخميس الماضي، كان صفي الدين الامين العام الجديد للحزب بالفعل، ولو لم يكن بالقول والانتخاب… إلا أن الغارة الإسرائيلية العنيفة التي استهدفتهُ خلال اجتماعٍ كان يحضره في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي ألقي فيها حوالى 73 طناً من القنابل، جعلت مصيرهُ مجهولا مع ترجيحِ مقتله.
وأمام هذا الواقع، مَن قد يكونُ الخلف؟
إسم الشيخ نعيم قاسم بعيدٌ من التداول، رغم أنه نائب الامين العام للحزب منذ العام 1991، إلا أنه بالنسبة للكثيرين يفتقد إلى الكاريزما والنبرة المطلوبة التي يتعطّش إليها جمهورُ الحزب، خصوصاً في الفترة المقبلة، وما كلمته الاخيرة التي ألقاها عقب اغتيال نصرالله إلا دليلا على ذلك، فهي جاءت بلهجةٍ خافتة فيها الكثير من التوتر الواضح.
وتبقى شخصيّتان، الاولى عسكريّة تتمثّل بطلال حمية، والاخرى دينية ونعني بها ابراهيم أمين السيد.
طلال حمية والذي يُطلق عليه الموساد الإسرائيلي لقب “الشبح”، فهو دائم التخفي، ومعروفٌ بأسماءَ مستعارةٍ كثيرة، هو يترأس وحدة العمليات الخارجية للحزب، ويُقال إنه كان مسؤولا عن نقل ترسانة حزب الله الصاروخية إلى لبنان عبر سوريا.
في حين أن الأوفر حظا قد يكون السيّد، فهو من الشخصيّات القياديّة القديمة وأول رئيس للمجلس السياسي للحزب، كما أن له علاقاتٍ مهمّة مع القوى الأخرى.
إلا أنه وبعيدا من الأسماء المرشّحة للخلافة، لا يبدو الانتخابُ عمليّة سهلة، فالواقعُ الأمني بات مختلفا اليوم ومعقّدا للغاية ودونهُ خطورة كبيرة، ومن هنا يعتقد كثيرون أنه لن يكون هناك أمين عام للحزب في المرحلة المقبلة، والقرارات ستُتخّذ بشكل تشاوريّ مشترك…
ووسط الضبابية التي تحكُم المشهد اللبناني عموما، ومستقبل “حزب الله” خصوصا، هل من الممكن أن يكون نصرالله آخر أمينٍ عامٍ للحزب؟