أسئلة كثيرة تراود اللبنانيين وغيرهم عن كيفية تمكن اسرائيل من اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وكيف تمكّنت من الوصول إلى مكانه رغم الإجراءات الأمنية التي يتخذها عادة، وقد كثرت التحليلات السياسية التي تحدثت عن خرق للدائرة المحيطة به أو عبر وسائل تكنولوجية باتت اسرائيل تملكها وعملت عليها منذ 2006.
إلا أن الذكاء الاصطناعي الذي بات يسيطر على كثير من مساحات العمل الفكرية للإنسان قام بعمل هؤلاء جميعاً بعرض دقيق لاحتمالات الخرق أو حتى لاهدافه وما يترتب على عملية الاغتيال.
فيحدثنا “شات جي بي تي” عند سؤاله عن اغتيال السيد نصر الله بتحديد تاريخ الإغتيال الذي حصل في 27 أيلول 2024 خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويذكر ان الاغتيال جاء في إطار حملة واسعة شنتها إسرائيل ضد حزب الله منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في تشرين الاول 2023. واستهدفت الغارة المقر تحت الأرض الذي كان نصرالله يتواجد فيه، مما أدى إلى مقتله إلى جانب عدد من القادة البارزين الآخرين في الحزب.
كما لم ينسى أن يتطرق الى ما أعلنته إسرائيل بأن استهداف نصرالله كان خطوة ضرورية لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، بما في ذلك إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب القتال وإضعاف قدرات حزب الله بشكل دائم.
كما ذكر بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف العملية بأنها تسوية لحسابات قديمة مع شخص مسؤول عن مقتل العديد من الإسرائيليين وغيرهم من الجنسيات، مؤكداً أن هذا الاغتيال يمثل ضربة كبيرة لمحور إيران وحلفائها في المنطقة.
حتى ان الذكاء الاصطناعي حلّل هذا الحدث واعتبره نقطة تحول في الصراع الجاري، حيث أثار ردود فعل متباينة في المنطقة وفتح باب التساؤلات حول ما سيترتب عليه من تصعيد في العمليات العسكرية بين الجانبين.
واللافت انه لدى سؤال “شات جي بي تي” كيف علمت اسرائيل بمكان السيد نصر الله رغم الاحتياطات التي يتخذها، أشار في رده إلى الاجراءات الامنية التي كان يتخذها نصر الله، بما في ذلك العيش في أماكن سرية، واستخدام أنفاق محصنة تحت الأرض، وتغيير مواقع إقامته باستمرار.
واعتبر انه كان من الصعب تعقبه نظراً لهذه التدابير الأمنية المكثفة، التي تشمل شبكة من المرافقين الموثوقين والبنية التحتية الأمنية المعقدة. ومع ذلك، يُعتقد أن الاستخبارات الإسرائيلية، بمساعدة تكنولوجيا متقدمة وشبكات تجسس داخل لبنان، تمكنت من تعقب موقعه.
وينسب التحليل إلى تقارير تقول بأن اسرائيل تمكنت من تحديد مكانه باستخدام مجموعة من الوسائل، بما في ذلك الأقمار الصناعية، التنصت الإلكتروني، والمصادر البشرية (الجواسيس). من الممكن أن يكون الاختراق الإلكتروني للأجهزة والاتصالات الخاصة بحزب الله قد ساعد في معرفة مكان تواجد نصرالله في لحظة حاسمة، ما سمح لإسرائيل بتنفيذ الغارة على المقر الذي كان يتواجد فيه.
ويوضح أن هذه العمليات عادة ما تعتمد على جمع دقيق للمعلومات الاستخباراتية عبر فترات طويلة، حيث يتم مراقبة الشبكات الإلكترونية وتحديد الأشخاص المقربين من نصرالله لتعقب تحركاته.
وعن رأيه وتحليله لكيفية الوصول اليه، يلفت الى انه بعد تحليل المعلومات المتاحة، يبدو أن الوصول إلى نصرالله، رغم الاحتياطات الأمنية العالية التي يتخذها، قد تم باستخدام عدة وسائل استخباراتية متقدمة وتكتيكات معقدة. وعدد حتى العوامل التي قد تكون ساهمت في ذلك:
-المصادر البشرية والجواسيس: يرجح هنا ان تكون إسرائيل قد اعتمدت على شبكة من العملاء داخل لبنان. هؤلاء الجواسيس قد يتمركزون في محيط الدائرة الأمنية الضيقة حول نصرالله أو يعملون في المناطق التي يتحرك فيها. تسريب المعلومات من داخل حزب الله أو من مصادر مقربة يمكن أن يكون جزءًا أساسيًا في تحديد موقعه.
التنصت الإلكتروني والمراقبة: يسلم في تحليله أن إسرائيل تستخدم تكنولوجيا متقدمة للتنصت على الاتصالات الهاتفية والرقمية كما هو معروف. حتى انه يتوقع أن اسرائيل تمكنت من اختراق إلكتروني لوسائل الاتصال الخاصة بنصرالله أو بشخصيات بارزة في حزب الله. التنصت على المكالمات أو الرسائل المشفرة وهو ما قد مكّن إسرائيل من تحديد توقيت وجود نصرالله في موقع محدد.
-الاستخدام المتقدم للأقمار الصناعية: الأقمار الصناعية والاستخبارات الجغرافية يمكن أن تكون قد ساهمت في تعقب تحركات نصرالله من خلال مراقبة الأماكن التي يزورها بشكل دوري أو غير متوقع. الأقمار الصناعية يمكن أن تقدم صورًا حية للمواقع التي يتم الاشتباه في تواجده بها.
تحليل الأنفاق والبنية التحتية: ومن منطلق ان نصرالله عادة ما يتحصن في أماكن تحت الأرض، يرى”شات جي بي تي” أن هذا يتطلب معرفة دقيقة بالبنية التحتية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لذلك يرجح أن تكون إسرائيل قد استفادت من خرائط الأنفاق السرية أو جمعت معلومات عنها من خلال مصادر داخلية أو خارجية، مما ساعد في تحديد مخابئه المحتملة.
-الهجمات التكنولوجية: ومن باب التمهيد للاغتيال يلفت “شات جي بي تي” أن في 24 ايلول نفذت إسرائيل هجمات عبر تفجير أجهزة اتصالات مثل أجهزة النداء (بيجر) واللاسلكي التي يستخدمها حزب الله. وبرأيه هذه الهجمات قد تكون جزءًا من استراتيجية أكبر لإرباك منظومة الاتصالات الداخلية لحزب الله ومعرفة المواقع الدقيقة للقادة.
ويخلص الذكاء الاصطناعي عبر”شات جي بي تي” الى أن الوصول إلى نصرالله يتطلب تكاملاً بين عدة وسائل استخباراتية، تكنولوجية، وعملاء على الأرض، مما يظهر تعقيد العملية وتخطيطها المحكم.