أكد وزير التربية والتعليم العالي عبّاس الحلبي أن العدد الكبير للنازحين اللبنانيين فاق قدرة الحكومة، والسبب توسيع اعتداءات اسرائيل البربرية على مناطق كثيرة لم تكن في الحسبان، ولم نعتقد بأنها ستكون على النحو الذي شهدناه، مشيراً الى أن هناك 4 محافظات تتعرض يوميّاً الى القصف والقتل والتدمير.
وفي مقابلة مع برنامج المشهد اللبناني على قناة الحرّة، أكد الحلبي أن العدوّ تجاوز كلَ الخطوط الحمر، وهي المرة الأولى التي يكون فيها 25% من الشعب اللبناني على الطرقات.
وفي موضوع العام الدراسي، أكد الحلبي أنه خلال اجتماعٍ عقده اليوم في الوزارة مع المعنيين، أعطى التعليمات المناسبة لوضع خطّة إنقاذٍ للعام الدراسي والجامعي في لبنان، مشيراً الى أن هذه الخطة ستكون جاهزة خلال يومين، لكن لا يمكننا المباشرة بالتطبيق قبل الإطمئنان الى الحالة الأمنية والعسكرية في لبنان.
واعتبر الحلبي أن هناك عدداً كبيراً من التلامذة والطلاب الذين نزحوا من مناطق سكنهم، وقد أعطينا التعليمات لجمع البيانات، كي نعرف أين هم التلامذة وأفراد الهيئة التعليمية، فنتمكن من الإستجابة لمتطلبات إنقاذ العام الدراسي.
وفي حديثه للحرّة، جزم الحلبي أن هناك تصوّراً واضحاً وخطواتٍ عمليةً، مشيراً إلى المعنيين في وزارة التربية يدرسون إحتمال التعليم حضورياً في المناطق الأكثر أماناً، على أن تتمكن المدارس من تأمين التدريس الحضوري، لكن أيضاً يسعى لوضع دوامٍ آخر للتلاميذ النازحين لتأمين مشاركتهم حضورياً، وقال: “نحن متجهون الى ما يُسمى “التعليم المدمج”، أي أن المناطق القادرة على فتح مدارسها يكون التعليم فيها حضوريّاً، والجزء الآخر من المدارس غير القادرة يكون التعليم فيها عن بُعد، ولكن هذا الأسبوع من السابق لأوانه اتخاذ القرار لأن العمليات الحربية تتوسع”.
أما بالنسبة الى مراكز اللجوء، فقال الحلبي لـ”الحرّة”: “لدينا ما يفوق 600 منشأة تربوية رسمية ثانوية مدارس أو مهنيات، وقد وضعنا بعضُ أبينة الجامعة اللبنانية بتصرف النازحين، ولكن القدرة الإستيعابية لهذه المدارس قد استُنفذت، لذلك علينا البحث عن أماكن أخرى وهذا ما تعمل عليه لجنة الطوارئ، لكن إذا استمرت وتمادت هذه الحرب، ووصل فصل الشتاء، سنكون أمام أزمة انسانية متفاقمة، وعلينا أن نجد الحّل وتأمين مراكز إيواء أخرى”.
وأكد الحلبي أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيعقد واللجنة الوزارية المختصة اجتماعاً مع الجهات المانحة لتنسيق المساعدات المقدّمة الى لبنان غداً الثلاثاء، وأضاف: “استلمنا العديد من المساعدات من بعض الدول الشقيقة والصديقة تمّ ارسالها بصورة عاجلة الى مطار بيروت، هي عبارة عن تجهيزات ومواد أولية وصحيّة وغذائية”.