قد يظل مصير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مجهولا لأيام، بعد الضربة العنيفة التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الجمعة، وفق تقديرات صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وتشير الصور من المنطقة التي تعرضت للهجوم الجوي المدمر، أن إسرائيل استخدمت قنابل خارقة للتحصينات عالية الطاقة، تزن كل منها طنا تقريبا، وبكميات كبيرة.
ويعتقد أن هذه القنابل قادرة على اختراق عدة أمتار من الخرسانة، وعشرات الأمتار من الأرض غير المحصنة.
وانتشرت آثار الضربات عبر منطقة كبيرة، سواء فوق الأرض أو تحتها، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان نصر الله موجودا بالمنطقة المستهدفة، أو إذا كان استشهد أو أصيب.
وتسبب مثل هذه القنابل أضرارا جسيمة للأهداف التي تصيبها، مما يجعل تحديد الضحايا صعبا للغاية، إذ أن شدة الانفجار مع الحرارة المتولدة والحطام الكثيف، تعقد الجهود الرامية إلى تأكيد عدد الضحايا، خاصة عندما يكون الهدف مدفونا تحت طبقات ضخمة من الركام.
وكانت وزارة الصحة أكدت “إستشهاد 6 أشخاص وإصابة 91 في الهجوم، لكنها أكدت أن الحصيلة غير نهائية”.
ولو لم يكن نصر الله في الموقع الذي تعرض للهجوم، لكان من المرجح أن يصدر حزب الله أدلة أو بيانا، ومع ذلك فإن صمت الحزب يشير إلى “عدم اليقين”.
وحدث موقف مماثل في غزة في تموز الماضي، عند استهداف القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف في ضربة إسرائيلية قوية، أثناء خروجه لفترة وجيزة من نفق، إذ استغرق الأمر عدة أيام لتأكيد النتيجة.
وكان مصدر مقرب من حزب الله قال لوكالة “رويترز”، أن “الاتصال بنصر الله انقطع بعد الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة”.
ولم يصدر حزب الله بيانا بشأن مصير نصر الله، حتى بعد مرور ساعات على الهجوم.
ورغم أن وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية ذكرت أنه بخير، فقد قال مصدر أمني إيراني لـ”رويترز” أن طهران “تتحقق من وضعه”.
واعتبر مسؤول إسرائيلي بارز أن “من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية قد أصابت زعيم حزب الله”.