لم يكن حزب الله بحاجة إلى المزيد من الأدلة على مدى اختراق إسرائيل لشبكة اتصالاته، وقدراتها في الوصول إلى قادته، لكنه حصل على دليل جديد مع هجوم غير مسبوق على أجهزة البيجر التي تقبع في جيوب الآلاف من عناصره.
تفجير أجهزة النداء الـ”بيجر” عن بُعد التي كان يحملها عناصر حزب الله في لبنان لم يعطل فقط عنصرًا رئيسيًا من اتصالات الحزب، بل كشف عن هوية الأعضاء، وقتل وجرح العديد منهم، بحسب تقرير لموقع “إيه بي سي نيوز” الأميركي.
وكان تأثير هذا الهجوم واسع النطاق، حيث أعلن وزير الصحة فراس الأبيض “إستشهاد تسعة أشخاص وإصابة 2800 آخرين، من بينهم 200 في حالة حرجة”.
وقد شمل بعض الضحايا المدنيين غير المنتمين لحزب الله، مثل فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات قُتلت في منطقة البقاع.
كما أصيب السفير الإيراني في لبنان، مما يُظهر مدى قرب التعاون بين إيران وحزب الله.
لم تتبنَّ إسرائيل مسؤولية الهجوم، لكنه جاء بعد اغتيال إسرائيل للقائد العسكري الرفيع في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت في أواخر تموز، واغتيال مفترض لقائد حماس إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات فقط.
ويبدو أن الإسرائيليين تمكنوا من اعتراض وتفجير شحنة من أجهزة النداء التي اشتراها حزب الله بهدف تجنب مراقبة الاتصالات الإسرائيلية عبر الهواتف المحمولة.
أوضح ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن “حزب الله كان يستثمر في أجهزة النداء كوسيلة منخفضة التقنية لتفادي المراقبة الإسرائيلية”.
والآن يبدو أن الإسرائيليين تمكنوا من اختراق سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله لهذه الأجهزة وجعلها تنفجر بشكل متزامن.
وقال ليفيت: “كان هذا إنجازًا استخباراتيًا كبيرًا من جانب الإسرائيليين، وحزب الله الآن يشعر بأنه مكشوف ويشعر بالضعف”.
لا يبدو أن إسرائيل تخطط لغزة لبنان بعد تفجيرات أجهزة النداء، حيث قال الجيش الإسرائيلي أن “إرشادات الأمان للمواطنين لم تتغير”.