أكّد الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, أن “ما قاله سابقاً بأن شهر آب سيكون لاهاباً, بدأ يسلك طريقه والأيام القليلة المقبلة تشي بمعارك ضارية, وبتحول نوعي حيث أن إسرائيل قررت الخروج عن قواعد اللعبة, وما جرى في البقاع دليل ومؤشر على هذا المنحى والسلوك من قبل الغطرسة الإسرائيلية المتمادية”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أشار العريضي, إلى أن “إسرائيل قررت القيام بعمل عسكري ولو لم يرد حزب الله على مقتل أحد أبرز قيادييه فؤاد شكر, بمنعى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد عودة أهالي المستوطنات قبل إنطلاق العام الدراسي وتأمين الحدود إلى مسافة كبيرة كي لا تكرر عملية الـسابع من أيار”.
وأضاف, “حزب الله لديه خطط بديلة ومواجهة ستكون ضارية, وسيتفاجأ العالم بأسره في نوعية رد حزب الله على ما تقوم به إسرائيل”, مؤكداً بأن “الحزب قرر وبعيداً عن حركة الموفدين الدوليين, وحتى لو حصلت هدنة في غزة, فإن قرار الرد على اغتيال شكر متخّذ على أعلى المستويات, والعملية ستكون نوعية ومفاجأة, وربّما لم يسبق أن حصلت على غرار ما كان يحصل من رد من قبل حزب الله”.
وعليه, قال العريضي: “توقعوا المزيد من المفاجآت في هذه المرحلة, أكان في الميدان أو على صعيد العملية التي سيقوم بها الحزب بالرد على اغتيال شكر, ووصولاً إلى أن إسرائيل أيضاً اتخذت قرارها بقصف العمق اللبناني, فبالأمس كان البقاع, واليوم لا نتوقّع أين, إنّما أضحت اللعبة مفتوحة على كافة الإحتمالات, وطبول الحرب تقرع في لبنان والمنطقة, بانتظار اللحظات الأخيرة لجولة وزير الخارجية الأميركية أنتوتي بلينكن, فهل قادر على احتواء الوضع؟ أم أن جولته باتت فاشلة؟”.
وتابع, “بلينكن وصل إلى المنطقة للملمة الوضع لكنه حتى الساعة, لم يفعل شيئاً, لأن إسرائيل قررت إستمرار اعتداءاتها والقيام بعمليات استباقية ومن تحت الطاولة, فإن واشنطن لم يسبق لها أن تخلّت على إسرائيل”.
وأشار إلى أن “هناك حالة طوارئ في البلد غير معلنة, فمجلس الجنوب ومن خلال رئيسه هاشم حيدر, يجتمع بكل رؤساء البلديات والفعاليات, وثمة قرار بحالة استنفار لدعم أهل الجنوب, وكافة النازحين إلى ما يمكن أن يحدث وذلك ضمن الإمكانات المتوفرة, لكن هناك عزم على دعم الأهالي بتوجهات من رئيس مجلس النواب نبيه بري, وحزب الله لن يتخلّى عن بيئته الحاضنة, في حين أن القلق بدأ يذكّرنا في حقبة السبعينات, من خلال بعض مواقف القيادات وتحديداً رؤساء أحزاب مسيحيين, إذ إنه وبمعزل عن مواقفهم, فيجب أن يكون هناك موقف وطني موحّد”.
وقال: “وما موقف النائب السابق سيزار المعلوف, إلا مؤشر على أنه هناك من هم يقفون وقفة الرجال في مثل هذه الأوضاع, فلا أحد يزايد على مسيحية المعلوف, لكنه قال كلمته لتحصين البقاع والبلد, بكل طوائفه ومذاهبه, بعيداً عن كل الإعتبارات ودعم المقاومة لأن إسرائيل دولة عدوة وتقتل كل اللبنايين, ولا ينسى أحد ماذا فعلت بالمسحيين في حرب الجبل وسوى ذلك”.
وأردف: “الأمن الداخلي متماسك, بفعل جهود ودور مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري, الذي يقوم بجهد كبير, وبدأنا نرى دور الأمن العام في المطار وعلى كافة المعابر والحدود, وحيث خفّ التهريب, ناهيك إلى أن الجيش اللبناني أيضاً سيكون إلى جانب المقاومة, في حال حصل أي اعتداء كبير على لبنان”.
واعتبر أن “بعض وزراء الحكومة يعملون والآخرون هم في سبات عميق, فما يقوم به وزير الإقتصاد أمين سلام من أجل ضرب جشع التجار, وفتح وزارته على مدار الـ 24 ساعة, ومواكبة الأمن الغذائي وحاجات الوزارة في حالت حصلت الحرب, إلى اتصالاته مع الدول المعنية بفعل علاقاته العربية, مع قطر والكويت وسواهم, فهذا دور متقدّم, ناهيك إلى أن ما جرى على خط الكهرباء هو أم المهازل, فمن المعيب في مثل هذه الأجواء أن نبقى نعيش هذه الدوامة منذ أكثر من 20 عاماً”.
أما على خط الإستحقاقات الداخلية, خلص العريضي إلى القول: “لا تتوقعوا أي شيء, فلا انتخاب رئيس للجمهورية في العام 2024 على الإطلاق, فسيبقى لبنان في فراغ رئاسي, وتوقعوا التمديد للمجلس النيابي, وعودة التمديد أيضاً للمجالس البلدية والإختيارية, فالإستحقاق الرئاسي بات في ثلاجة الإنتظار والترقّب إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة, فالأزمة طويلة وكبيرة, ولكن إذا حصلت مفاجآت ومفاوضات, قد ينتخب الرئيس, إنما ليس في هذا العام, لذلك التمديد بدأ يلامس مجلس النواب الحالي”.