بقلم ايلي مكرزل
يعيش القطاع المسرحي في لبنان مخاضا عسيراً، حيث يلتقط أنفاسه مع إطلاق مسرحيات ثرية بالسيناريو والإخراج والأداء، لكنه سرعان ما يتراجع أمام التحديات المصيرية التي تعصف بالكثير من القطاعات، حتى تنبثق مبادرات تعطي الأمل، كتلك التي أطلقها منذ سنوات المخرج شادي الهبر، تحت عنوان “مسرح شغل بيت”.
ولأن الهبر يؤمن بأن المسرح سحر يلملم الوجع ويحوله إلى سعادة، أسس مشروع فني تعليمي مبتكر، يهدف الى تنمية المواهب الشابة في القطاع المسرحي وتطوير مهاراتهم، من خلال الجمع ما بين التعليم النظري والتدريب العملي.
تتضمن البرامج دورات تدريبية وورش عمل مكثفة في الأداء الصوتي والجسدي، إضافة الى كتابة النصوص المسرحية، ما يعزز الثقافة المسرحية ويحفز الشباب نحو اكتشاف مواهبهم وتطويرها، ويساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني في لبنان.
ومن خلال ” مسرح شغل بيت” يواكب الهبر أساليب جديدة في التعبير المسرحي وينقلها الى المشاركين، فيمكّنهم من تجربة مختلف الأدوار وبأساليب متنوعة، هذا فضلا عن سعيه الدائم لبناء جسور تواصل مع الجمهور من خلال عروض مسرحية مميزة وفعاليات ثقافية تفاعلية.
هذا، ويشجع “مسرح شغل بيت” على التجارب الإبداعية والابتكار في الأداء والإخراج، مما يساعد المشاركين على اكتشاف أساليب تعبيرية جديدة ومختلفة، ويرسخ المشاركة المجتمعية من خلال تعزيز التواصل الثقافي والتفاعل المجتمعي حيث يقدم عروض مسرحية وفعاليات ثقافية متنوعة تفتح المجال للحوار والتفاعل بين الفنانين والجمهور، هذا فضلا عن الإلهام والتأثير، فهو يهدف إلى أن يكون مصدر إلهام للشباب ومنصة لتطوير مهاراتهم الفنية، مما يعزز الثقافة المسرحية في المجتمعات التي ينشط فيها ويساهم في بناء جيل من الفنانين والمبدعين في مجال المسرح.
“مسرح شغل بيت” بمبادراته وبرامجه يبرز كمساحة مهمة لتعزيز الحراك المسرحي اللبناني، ويعتبر مثالاً بارزاً على كيفية استخدام الفن والتعليم لخدمة المجتمع وإثراء ثقافته.