ضمن فعاليات مهرجان “فرح بعلبك” الذي يُقام سنويًا في بعلبك بمبادرة من جمعية “ريشة ونغم”، أطلّت مجموعة من سيدات بعلبك على مسرح قاعة تموز كحمامات سلام، لتغنين وتنشرن الفرح، متحديات الغارات الإسرائيلية التي كانت تستهدف المنطقة، ومؤكدات أن الفن والحياة هما اكثر ما يلائم مدينة الشمس، التي تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة على كافة الأصعدة.
إن إنشاء كورال غنائي في مدينة تتحدى الضغوط المعيشية والأزمات السياسية المتعاقبة وغارات العدو المتكررة، وفي ظل التهميش الانمائي الذي تعانيه بعلبك، يُعد تحديًا بين الموت والحياة، وإصرارًا على إبراز الوجه الثقافي والفني العريق للمدينة والترويج للثقافة الشعبية المحلية. وعلى الرغم من حرمان بعلبك هذا العام من مهرجاناتها الدولية بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة، إلا أن البعلبكيات، المعتادات على الصمود، أصررن على الفرح. وقد تمكنّ بمجهودهن الفردي وبإمكانيات متواضعة من رفع صوت الأمل عاليًا.
قدم الكورال النسائي مجموعة من الأغنيات التي بثت الفرح بين الحضور، وقد كان حضورهن على المسرح ملفتًا باللون الأبيض والعباءة البعلبكية الفلكلورية التي تمثل ثقافة المنطقة، هذا التناغم التراثي بين الصوت والصورة شكل لوحة مسرحية مميزة ومختلفة ومتمردة، وكأنهن حوريات فينيقيات خرجن من أطلال المعابد، ليخاطبن العالم بلغة السلام .