بعد كل ما أحاطت بنا من مشكلات اقتصادية، أمنية، سياسية وصحية، وكأنه لم نكتفي بجائحة كورونا، بل تبعتها مشكلة نقص الأدوية وبعض العراقيل التي اجتاحت المستشفيات في لبنان، وما أصاب مجتمعنا بعد كارثة 4 آب، أصبح لا بدّ لنا كأفراد، وكذلك الشركات من أصحاب عمل وموظفين، التركيز على تفعيل قدرتنا على تحمّل مثل هذه الصعاب التي تشكلّ كمّا هائلاً من الضغوط النفسية والعقلية، تتضاعف ككرة الثلج، بالتالي ستؤثر على الصعيد الشخصي أو المهني على مدى انتاجية الفرد.
خطوة جريئة وفريدة لبعض المؤسسات والشركات في لبنان….التركيز على صحة الموظف النفسية لتحسين المزاج وبالتالي زيادة الانتاجية
https://t.co/9nZJwNTW25للاشتراك في خدمة الخبر العاجل يمكنك الضغط على الرابط التالي:https://t.co/HQEtFq8vuN pic.twitter.com/saGSU9klSV
— JNews Lebanon (@JnewsLebanon) April 11, 2024
من جهة أخرى يمكن القول إن المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية للموظف بشكل عام قد وصلت إلى أعلى مستوياتها ليس فقط محلياً، بل عالمياً، وذلك وفقاً لمجموعة من الأبحاث والتقارير الدولية، حيث تمّ الاستنتاج بأن 9 من كل 10 موظفين يعيشون تحت تأثير القلق والخوف. والقصّة ليست حديثة، فمنذ ظهور فيروس كورونا (COVID-19)، لاحظت إدارة الموارد البشرية للشركات العالمية، كيف يؤثر سوء الصحة العقلية للموظفين على مكان العمل وبالتالي الانتاجية.
لذا لا يمكن اليوم، إهمال أو غضّ النظر عن مشكلات الصحة العقلية والنفسية للموظفين التي تتزايد على مرّ الأيام بحيث لا يمكن تجاهلها.
فمع تزايد أهمية الصحة النفسية في مكان العمل، أصبح أصحاب العمل يدركون بشكل جليّ، أن الصحة النفسية ضرورية لنجاحهم.
من هنا قرر بعض المؤسسات والشركات المرموقة في لبنان الاتجاه إلى الاستثمار في التدريب على توعية الصحة النفسية والعقلية للموظفين، لما يعود بفوائد كبيرة لكل من الموظفين وأصاحب العمل على حدّ سواء، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية والرضا الوظيفي بشكل عام.
لذا من اللافت تسليط الضوء اليوم، على الخطوة الإيجابية والفعّالة التي قام بها طاقم عمل أوتيل جيفينور روتانا، وروتانا أرجان، إضافة إلى قسم من فريق عمل شركة هول مد غروب HOLMED GROUP، الذين أدركوا أهمية تقديم التدريب على التوعية النفسية، الذي يساعد على تثقيف الموظفين حول كيفية التعرف على مشكلاتهم النفسية، مثل التوتر، الاكتئاب، الضغط اليومي وكيفية التعامل معها بفعالية.
فوقع الاختيار على مدرّبة الحياة والاختصاصية في عالم الصحة النفسية الحائزة على مجموعة من الشهادات العالمية في مجال التدريب والاستشارات “منال سعادة”، ومدرّبة الحياة وأخصّائية الصّحة النفسية الحائزة على ماجستير في إدارة أعمال المراكز الصحيّة “نور بو شقرا”، ومدربة الحياة والاخصائية في العلاج السلوكي المعرفي والمجازة في الإدارة والتسويق “داليا الفقيه”، بمشاركة مدربة الحياة وأخصائية علاج الصحة النفسية “رباب جزّيني”، اللاتي قمن بتقديم عدة دورات تدريبية فعّالة للموظفين، لتزويدهم باستراتيجيات وأدوات التكيّف التي يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية لإدارة صحتهم النفسية.
الأمر الذي يتيح المجال لخلق بيئة عمل هادئة يكللها التعاون والتفاهم بين فرقاء العمل حيث يتم إعطاء الأولوية للرفاهية العقلية والنفسية وتقديرها من قبل الجميع في العمل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت “منال سعادة” بأنه من أهم الخطوات التي تمّ تحقيقها بعد تلك التدريبات هي تشجيع ثقافة التواصل المفتوح بين زملاء العمل، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات فيما بينهم، الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار إيجابية على مستويات الإنتاجية في المؤسسة.
فمع تزايد الأبحاث حول هذا الموضوع عالمياً، تمّ الاستنتاج أن الشركات التي تعطي الأولوية للرفاهية النفسية من المرجح أن تشهد زيادة في الإيرادات بسبب ارتفاع مستويات المشاركة وحسن المعاملة بين الموظفين.
في نهاية المطاف، يعدّ الاستثمار في التدريب على التوعية بالصحة العقلية والنفسية للموظفين خطوة مهمة نحو إنشاء أماكن عمل أكثر صحة وهدوءاً وإيجابية، مما يؤدي ليس فقط إلى نتائج أفضل للموظفين الأفراد ولكن أيضًا إلى نجاح أكبر لجميع الشركات المعنية!
على أمل أن تقوم الشركات الأخرى بهذه الخطوة المفيدة والراقية، وتعي أن استمرارية وجودها ونجاحها ترتكزان على اتّحاد المجموعة التي لا يمكن أن تستمر بظل وجود التنافر والسلبية والضغط النفسي التي تسببه المشاكل العالمية وليس فقط المحلية.