رأى الصحافي الإقتصادي عماد الشدياق, أن “كل الكلام الذي يتحدث عن تخوّف نقدي ومالي خلال الفترة الحالية, ما هو إلا من باب إشاعات بث السموم”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال الشدياق: “الوضع النقدي مستقرّ, وسعر صرف الدولار في السوق السوداء, لن يتحرّك نهائياً وسيبقى مستقراً على ما هو عليه اليوم”.
واعتبر أنه “على مستوى الإصلاحات هناك تقصير حكومي كبير جداً, ولكن هناك سياسية ذكية جداً من مصرف لبنان, يمارسها الحاكم بالإنابة وسيم منصوري والمجلس المركزي, وهي عبارة عن التدخّل في السوق, بطريقة دقيقة وهادئة جداً”.
وشدّد على أن “الأمر الذي ساعدت هذه السياسية الذكية التي اعتمدها المصرف المركزي, هو أن الطلب على الدولار متوقّف إلى حدّ ما, لا سيّما أن الإقتصاد أصبح مدولراً”.
ولفت إلى أن “الوحيد الذي يطلب دولارات اليوم هو مصرف لبنان, وطالما أن المركز مسيطر على طلبه للدولار, ويضبط الدولة في مصروفها, الأمور ستبقى على ما هي عليه اليوم”.
ورداً على سؤال, أجاب الشدياق: “المركزي يمكن أن يستمر بهذا الدعم لأشهر طويلة, ولكن هذا الأمر ليس جيداً, لا سيّما أن الدولة معطلة, والإقتصاد في تراجع مستمر, حتى أن هناك مشاكلاً متعلّقة بالموازنة”, معتبراً أن “المركزي “مشّى” البلد على أوكسجين اصطناعي”.
وشدّد على أنه “في حال دخل لبنان بحرب شاملة, بالتأكيد الأمور ستتغير, وستقع المشكلة, لا سيّما أن الإستقرار اليوم يعود لطلب مصطنع على الليرة يخلقه مصرف لبنان من خلال الجباية التي تقوم بها الدولة, فحاجتنا لليرات اللبنانية تقتصر على الخدمات التي تقدّمها الدولة”.
وأضاف, “اليوم يقوم المواطن بصرف دولاراته, لدفع الضرائب, وفاتورة الكهرباء, جمارك, الإستهلاك, وغيرها, فذلك يعد عامل استقرار, بطلب مصطنع على الليرة, واستقرار بسعر الصرف, ولكن في حال شنّت اسرائيل حرب على لبنان, لا أحد سيقوم بدفع الضرائب, وبالتالي لم يعد هناك جباية, وتتعطّل الدولة وهنا تقع المشكلة, لأن ذلك سيؤدي إلى وقف الطلب على الليرة, من أجل تسيير أمور الدولار, وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى إرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء”.
وخلّص الشدياق, بالقول: “وضع الدولار حالياً سيبقى مستقراً, إذا بقي الوضع السياسي والأمني مستقراً, ولكن في حال تغيّر أي شيء في الوضع الحالي, بالتأكيد سيتأثر الإستقرار النقدي”.