كتب نادر حجاز في موقع mtv:
“حزب الله بدأ منذ مدة طويلة تصنيع الطائرات المسيّرة في لبنان”، أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صراحة في إطلالة له في شهر شباط 2022، كاشفاً بذلك عن دخول “الحزب” عصر الصناعات العسكرية المتطورة، ليس من باب امتلاك أسطول من الطائرات المسيّرة فقط إنما صناعته أيضاً.
تُتهم إيران بأنها تشكل مصدراً أساسياً لهذا السلاح الى الدول التي تدور في فلكها، لا بل أبعد، ويبدو أنها كانت حاضرة أيضاً في حرب روسيا وأوكرانيا، وإن نفت طهران دائماً ما صدر من تقارير غربية بهذا الخصوص.
الثابت أن حزب الله، وكذلك حركة حماس، تحوّلا الى زمن الطائرات المسيّرة. وحروبهما أصبحت قائمة على هذا السلاح الذي تمتلكه إسرائيل وتصنّعه بشكل متطور بدورها. وهنا بات يحظى الفريقان بفرصة متساوية، لم تكن يوماً متوفرة في ظل تفوّق سلاح الجو الإسرائيلي. وما عملية طوفان الأقصى وما تبعها سوى خير دليل على ذلك. كما ان هذه التقنية الجديدة سمحت لحزب الله العام الماضي بأن يوجّه رسالة قوية على مشارف منصة التنقيب عن النفط عشية الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، لتصدق تهديدات نصرالله لما بعد بعد حيفا.
كشف الخبير العسكري العقيد المتقاعد أكرم سريوي، عبر موقع mtv، أنه “في الوقت الحالي تمكّن حزب الله من امتلاك تقنيات جيّدة لتصنيع هذه المسيّرات، وأصبح يمتلك أنواعاً منها، وبكميات كبيرة، وبعضها يصل إلى عمق إسرائيل، وحتى مفاعل ديمونا النووي الذي بات في مرمى صواريخ حزب الله، أصبح الآن في مرمى المسيّرات أيضاً، خصوصاً بعد تجربة غزة، وفشل القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض صواريخ ومسيّرات حماس، التي سقط قسم كبير منها على الأهداف المحددة له بدقة. ولذا، فقد تتفاجأ إسرائيل في أي مواجهة كبرى مع حزب الله بحجم الخسائر التي ستلحق بها”.
وعن الخدمة التي قدّمتها المسيّرات للحزب والجماعات المشابهة له، يجيب سريوي: “الدرونات سمحت لمنظمات صغيرة، مثل حماس وحزب الله، أن ترسم معادلات جديدة في الحرب مع العدو، وبات هذا السلاح الجديد يشكل خطراً حقيقياً على الجيش الإسرائيلي”، لافتاً الى أنه ما زالت وسائل الدفاع الجوي تعاني في مواجهة المركبات المسيّرة لعدة أسباب أهمها:
أولاً: ارتفاع كلفة الصواريخ المضادة للطائرات.
ثانياً: ضعف البصمة الرادارية لهذه المسيّرات.
ثالثاً: قدرتها على التخفي والتسلّل والتحليق على ارتفاعات منخفضة.
رابعاً: القدرة على إطلاقها بأعداد كبيرة تستطيع شل عمل وسائط الدفاع الجوي.
خامساً: قدرتها على تدمير أهداف باهظة الثمن، كالدبابات، والرادارات، ومنصات الدفاع الجوي، ومراكز القيادة”، مستطرداً بالقول: “وما زال هذا السلاح يحظى كل يوم بتطوير متسارع، ولا بد أن يحل بشكل كبير مكان الطائرات الحربية المأهولة”.
أما عن العوامل التي ساهمت في تطور صناعة المسيّرات، فيقول: “كلفتها الرخيصة مقارنة بالطائرات النفاثة، فقد خصصت الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 406 مليار دولار لمشروع الطائرة F-35 ويبلغ ثمن الطائرة الواحدة حوالى مئة مليون دولار، في حين يتراوح سعر الدرون من 500 دولار إلى مليوني دولار وقد يصل سعر بعضها إلى عشرة ملايين أو أكثر بقليل وفق التجهيزات المركبة عليها”، مستطرداً “أما الميزة المهمة في هذا السلاح فهي سلامة قائد الطائرة الذي يتحكم بها عن بعد، ومن مكان آمن، ومع بروز الدرونات الانتحارية التي هي أشبه بقذائف ذكية، تعرف هدفها وتتجه إليه مباشرةً، باتت الجيوش التي تمتلك أساطيل كبيرة من الطائرات الحربية، تفقد سيطرتها على الاجواء شيئاً فشيئاً”.
وأمام هذا التطور النوعي، ما الذي تخبئه أي معركة مفتوحة قد تندلع بين حزب الله وإسرائيل؟