ثمّة انطباع بأن الميني الحرب عند الجبهة الجنوبية ستبقى على حالها، ضمن الضوابط القائمة هناك منذ سنة ٢٠٠٦. لكن هذا الانطباع يبقى غير مثبت طالما أن لا أحد في لبنان وفي الدول المعنية على بيّنة كاملة من مسار الأمور، ما عدا المستوى القيادي الضيق في حزب الله. وهذا الأمر صار بديهيا وطبيعيا طالما أنه من غير الوارد لدى الحزب في المحطات المفصلية أن يقبل بأن يشاركه أحد القرار، فكيف بالأحرى عندما يتعلق هذا القرار بالحرب وتوقيتها وشكلها.
لكنّ هذا الانطباع التخفيفي لإمكانية وقوع الحرب، يتزاحم مع إجراءات مناقضة تُقدم عليها تباعا السفارات والبعثات الديبلوماسية كالطلب من الرعايا مغادرة لبنان، وهو إجراء روتيني في ظل المناخات المُعاشة. لكن ما يزيد القلق هو إقدام عدد من السفارات، تردّد أن سفارة الولايات المتحدة الأميركية واحدة منها، على ترحيل الأطقم العاملة وإقفال الأقسام الرئيسة، وهو أمر استثنائي لا يمكن إغفاله أو المرور عليه مرور الكرام.