عقدت الهيئة العامة للمجلس العام الماروني في مقرّه المركزي في المدور، جمعية عمومية عادية، وترأّس الجلسة رئيس المجلس المهندس ميشال متى بحضور عميد المجلس معالي الشيخ وديع الخازن والأعضاء، حيث تمّ إنتخاب المهندس رولان غسطين نائبًا للرئيس، والدكتور رودولف مطر مديرًا للأشغال بعد مناقشة قضايا المجلس. كما تمّ التداول في الأوضاع المعيشية والإقتصادية والوطنية المتأزمة في البلد، فضلًا عن مواضيع أُخرى. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:
أولًا: جدّدت الهيئة العامة للمجلس العام الماروني تأييدها المطلق لمواقف نيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الوطنية، منوّهةً بعظته الأخيرة التي وكعادته وضع فيها الإصبع على الجرح بعدما وصف إخفاقات المسؤولين ونواب الأمّة بالجرم الجرم.
واعتبر المجتمعون أنّ إذلال الشعب وإفقاره وتجويعه هو الجرم بعينه، داعين المسؤولين إلى صحوة ضمير رأفةً بالبلاد والعباد، والتجاوب مع دعوة غبطته إلى التصويت يوميًّا كما يقتضي الدستور فيتمّ إنتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة.
كما وأعادت الهيئة التأكيد على الإلتزام بتوجيهات وبركة سيادة راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، وتأييد مواقفه الوطنية المحقة والصائبة، عسى أن تلقى الآذان الصاغية من قبل المسؤولين، فتستقيم الأمور حينها ويُنَفَّذ الدستور، وتبدأ مرحلة العمل الجدي نحو التعافي.
ثانيًا: إنّ الإنهيار التاريخي لليرة اللبنانية كان له حصّته في إجتماع أعضاء المجلس العام الماروني الذين أبدوا قلقهم الكبير من الوضع النقدي المتدهور الذي سلك مساره الهبوطي منذ نهاية عام 2019 مع دخول البلاد في أزمة سياسية وإقتصادية حادة، والذي بات يرخي بثقله على الشعب اللبناني كما على المؤسسات، محذّرين من الأسوأ في حال استمرّ التدنّي السريع لقيمة العملة الوطنية اللبنانية أمام الدولار الأميركي، خالقًا إرباكًا كبيرًا في المتاجر بالتوازي مع إرتفاعات جنونية في أسعار المواد الأساسية.
فدعا المجتمعون المسؤولين للتحلي بالحس الوطني والإلتفات إلى الوضع المذري الذي وصل إليه معظم الشعب اللبناني، والإسراع في إيجاد حلول إنقاذية شاملة تحدّ من معانات المواطنين وتصب في المصلحة الوطنية العامة.
ثالثًا: بعد تزايد حالات الإنتحار، أسفت الهيئة خلال إجتماعها لحالة اليأس المسيطرة على اللبنانيين، والتي تدفع ببعضهم إلى إتخاذ هذا القرار الصعب بإنهاء حياتهم، فتنتهي معها الضغوطات والأعباء المتراكمة التي فاقت قدرة إحتمالهم، دون أن يحرّك المسؤولون ساكنًا لمعالجة أمور مواطنيهم الحياتية.
إستنكر المجتمعون هذا الوضع المتزايد يوميًّا، معبّرين عن أسفهم الشديد لما آلت إليه الأمور في لبنان التي باتت تدفع بالشباب إلى الإقدام على هذه الخطوة التي أصبحت آفة خطيرة تهدد المجتمع اللبناني الذي يخسر خيرة أبنائه، داعين الشباب للتسلّح بالإيمان والصلاة، والتحلي بالثقة بوطن الرسالة، أرض القداسة والقديسين.
رابعًا: كانت جردة على أعمال المجلس خلال العام المنصرم وتقييمها، كما ووضع المجتمعون خريطة طريق للعام 2023 التي تحمل تحدّيات لا تقل صعوبة عن ما مضى وربّما أكبر.
إنتخبت الهيئة العامة للمجلس العام الماروني المهندس رولان غسطين نائبًا لرئيس المجلس بعد وفاة نائب الرئيس السابق المرحوم الأستاذ إميل مخلوف وشغور الموقع، كما وتمّ إنتخاب الدكتور رودولف مطر مديرًا للأشغال.
هذا وجدَّد المجتمعون إلتزامهم بالعمل الإجتماعي والوطني ومواجهة التحديات المقبلة بكل إيمان لإحتواء الأزمات المتتالية على مجتمعنا.
خامسًا: مع دخولنا في النصف الثاني من زمن الصوم الكبير الذي يضم العديد من الأعياد المباركة، أولها عيد مار يوسف رمز الأبوة الصالحة وشفيع العائلة، فيتبعه عيد البشارة الذي يعني جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم، فالشعانين والقيامة المجيدة، عدا عن اقتراب شهر رمضان المبارك، إنتهز المجتمعون جميع هذه المناسبات المتقاربة للتقدم من جميع اللبنانيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم بالتهاني القلبية، آملين أن تحمل هذه الأعياد كل الخير والفرح وتزرع البهجة في القلوب، متمنين أن يخرج لبنان من حال الإنهيار والشلل التي أصابت حياته السياسية والإقتصادية والتربوية والصحية بعد أن أصبحت الحاجة ملحّة للبحث عن المخارج الإنقاذية.