كتب داني حداد في موقع mtv:
هو مقالٌ صغير. لا يحتمل الأمر أكثر من هذه السطور.
ليست السذاجة، أو ما يُعرف بـ “الهبل”، مستجدّاً لدى عامة الناس. ولكنّه بات، في زمن “السوشال ميديا”، أكثر انتشاراً. وكان الساذج يُكتشف من أهل البيت والمقرّبين حصراً، وبات اليوم معروفاً من الجميع بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يمرّ حدثٌ إلا ويعلّق عليه كثيرون، وكأنّه واجب عليهم. فترى الإنسان نفسه يفهم بالسياسة والاقتصاد والطبّ والجيولوجيا والدين والفنّ والرياضة… ويعجز أحدنا عن مناقشته لأنّ رأيه مُنزل.
نال حدث الزلزال الذي ضرب مدناً سوريّة وتركيّة كمّاً كبيراً من التعليقات. اختار كثيرون الصلاة، عبر السوشال ميديا. حسناً، لا بأس. وقد يقول سائلٌ أو “سئيل”: وهل يملك الربّ حساباً على “فايسبوك”؟
إلا أنّ كثيرين ذهبوا بعيداً في تفسير سبب الزلزال. السبب، برأي هؤلاء، ليس جيولوجيّاً، بل هو دينيّ. الربّ يحاسب، بنظرهم. اعلاميّة (أو هكذا تعرّف عن نفسها)، كتبت: “لو فهمو الغيمة الحمراء اللي كانت فوق تركيا… كانو عرفو انو هيدا تحذير من السما… وسجدو يصلّو للرحمة والعفو الالهي”.
عذراً، ولكن “في أسطل من هيك؟”. “غيمة حمرا؟”. هل يعني ذلك برأي “الإعلاميّة” أنّ الربّ أرسل الزلزال لمحاسبة البشر؟ هل الربّ يدمّر ويقتل؟
حين يجتمع الغباء مع التديّن الأعمى تصبح النتيجة كارثيّة.
هذا التعليق ليس الوحيد. هناك المئات مثله، وهناك من اعتبر سبب الزلزال تحويل كنيسة “آيا صوفيا” الى مسجد! تفسير هذا الكلام أنّ السيّد المسيح غضب من رجب طيب اردوغان وقرّر، لمعاقبته، أن يقتل أطفالاً أو أن يتيّمهم. هناك من كتب هذا الكلام فعلاً، وكثيرون وضعوا له علامة “لايك” وأيّدوه بتعليقاتهم.
وبعد، هل نستغرب أن يحظى السياسيّون الذين أوصلونا الى ما وصلنا اليه، من انهيارٍ وضياع الودائع وأزمات، بهذا العدد من المؤيّدين؟
ما أتمنّاه ألا يغضب من ننعتهم بـ “المساطيل” فيصلّون لـ “إلههم” ويرسل زلزالاً جديداً.
الله لا يوفّقك يا مارك زوكربرغ…