خاص موقع mtv
لم تمرّ أيّامٌ على الهجوم الذي شنّه وزير الدفاع موريس سليم على قائد الجيش، حتى تأكّد ما هو مؤكّد. جبران باسيل يقف وراء الحملة ويحرّك الوزير كما يريد. وحين تراجع الأخير عمّا قاله، أو جعله باسيل يقوله، اختار الأخير المواجهة المباشرة.
نسبت صحيفة “الأخبار” لوزير الدفاع قوله إنّه يفكّر بطلب إقالة قائد الجيش. لم ينفِ الوزير الخبر. صَمَتَ. بعد أكثر من أربعٍ وعشرين ساعة على النشر، زار بكركي وسمع كلاماً قاسياً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فخرج لينفي ما نُسب اليه، وتراجع عمّا كان قاله.
هنا، رأى باسيل أنّه مضطرّ للمواجهة بنفسه. بعد الهجوم على “موارنة الفئة الأولى”، من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، حان وقت الهجوم العلني على قائد الجيش جوزيف عون.
وللتذكير، فإنّ الرئيس السابق ميشال عون هو من اقترح التجديد لسلامة واقترح تعيين عون وعبود. وحين لم يتحوّل الثلاثة، كما فعل آخرون، الى دمى في يد باسيل، كان قرار الهجوم عليهم.
وبقدر ما كان الهجوم على آخرين مكلفاً، وساهم في انهيار قطاعات وضرب مؤسسات، سيكون الهجوم على قائد الجيش ممّن يعلن نفسه رئيس اكبر كتلة نيابيّة مسيحيّة مكلفاً أكثر.
واللافت أنّ الهجوم يأتي، هذه المرة أيضاً، بحجّة “الصلاحيّات”. هذه الحجّة التي استُخدمت مرّات كثيرة، ومعها “حقوق المسيحيّين”، وما ساهمت يوماً إلا في تقليص حضور المسيحيين ووجودهم في هذا الوطن، منذ اتفاق الطائف، الذي صنعته “حرب التحربر”، وحتى اليوم.
واللافت أيضاً أنّ باسيل نفسه أفشل مسعى للمصالحة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، علماً أنّه سبق أن حرّض جميع وزراء الدفاع، منذ تعيين عون، ضدّ الأخير.
وها هو التيّار الوطني الحر، الذي تحوّل من مجموعة نضاليّة الى حليف حزب الله وصامت عن مشروعه وتدخلاته في الداخل والخارج، لا بل مؤيّد له كما قال باسيل في إطلالته اليوم، يواصل الابتعاد عن مساره التاريخي، هو الخارج من رحم المؤسسة العسكريّة، ليكون رأس حربة الهجوم على قائد الجيش، فقط لأنّ الأخير قد يكون مرشّحاً توافقيّاً لرئاسة الجمهوريّة.
يحصل ذلك كلّه وسط صمتٍ مريب من نوّاب وقياديّين في التيّار الوطني الحر يكتفون بالكلام في الغرف الضيّقة.