للمرة الأولى تخطى الدولار أمس الخميس حاجز الـ 50 ألفا ليسجل رقما قياسيا جديدا في مسار انهيار الليرة اللبنانية الأمر الذي أعاد تحريك الاحتجاجات في الشارع، هذا الأمر ترافق مع سلسلة قرارات اتخذها مؤخرا المجلس المركزي لمصرف لبنان تتعلق بالعمل بسعر الـ15000 ليرة في مقابل الدولار اعتباراً من أول شباط المقبل منها ما له علاقة بتعامله مع المصارف اضافة الى القروض المصرفية. فهل سنشهد منحى تصاعديا للدولار في الأيام المقبلة وما سبب هذا الارتفاع السريع؟
في هذا الإطار، لفت الخبير المالي والاقتصادي بلال علامة إلى ان “قوة “المتحكمين” بالسوق الموازية أصبحت أقوى من قوة مصرف لبنان بالمفهوم المالي النقدي”، وقال محذراً: “مقبلون على أيام صعبة والتدهور الحاصل لسعر الصرف يتحكم فيه من يريدون أخذ البلد إلى انهيار سريع، فهناك من يُخطط لشل الدولة”.
واعتبر في حديث لـ “لبنان 24” ان “لبنان دخل منذ عام تقريباً مرحلة تفلت الدولار حيث تُرك أمر تسعيره للمنصات والتطبيقات السوداء وبعض الصيارفة غير الشرعيين الذين يحددون سقفا للدولار كما يريدون”.
وقال علامة: “الأمور بدأت تفلت من يد مصرف لبنان الذي تُرك وحيدا لمواجهة “عصابات السوق السوداء” ولم يعد لديه القدرة على الاستمرار”، معتبراً ان “القرارات التي اتخذها المجلس المركزي مؤخرا هي تكتيكية وليست استراتيجية هدفها تهدئة السوق وضبطه ليس أكثر”.
وعن مسار سعر الصرف في الفترة المقبلة، يقول علامة: “في لبنان لا يمكن لأحد ان يحدد رقما بالنسبة للسعر الذي يُمكن أن يصل إليه الدولار”، مشيرا إلى ان “كل الظروف الحالية تُشير إلى ان المنحى سيكون تصاعديا في الفترة المقبلة”.