…وكأنه كُتب على اللبنانيين أن يقفوا بالطوابير أمام محطّات المحروقات، ولكن هذه المرّة ليس بسبب انقطاع مادة البنزين، بل لسبب آخر. فما هو هذا السبب الغريب العجيب؟
مع بلوغ سعر صفيحة البنزين 800 ألف ليرة لبنانية، وإذا كان “الزبون المرتاح على وضعه المالي” يريد أن “يفوّل” سيارته فهذا يعني أن بدل “التفويلة” يتخطى المليوني ليرة. ومع كل “تفويلة” يضطرّ الزبون لعدّ ما يتوجب عليه دفعه ما يقارب الدقيقتين، وكذلك يفعل عامل المحطة، أي أن العملية تستغرق بين تعبئة السيارة وعدّ الليرات مرّتين ما يقارب العشر دقائق. وهذا الأمر يسبّب زحمة من نوع آخر، حتى أن بعض أصحاب المحطات بدأوا بتركيب آلات لعدّ الليرات، خوفًا من الغلط واختصارًا للوقت.
وما يُقال عن محطات المحروقات ينطبق على “السوبرماركات”، مع ما يلازم ذلك من إرباك للمستهلكين، الذين يضطرّون في كثير من الأحيان لحمل أموالهم بأكياس أو محفظات يد، إذ أصبح من المستحيل حمل هذه الكميات من الليرات في الجيوب.