يسجّل سعر صرف الدولار إرتفاعاً ملحوظاً منذ أيام، ولا يمكن إعتبار ذلك مساراً طبيعياً متلازماً مع الأزمة الأقتصادية المتفاقمة، لكنه يتأثر اليوم بفعل الطلب عليه، أما لماذا الطلب عليه؟ فهناك جملة عوامل يمكن وصفها بالآنية أو المرحلية.
ويرجح الباحث الإقتصادي الدكتور محمود جباعي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن هذا الإرتفاع سببه قيام مصرف لبنان بجمع الدولار من السوق لأن الحكومة طلبت منه جمع هذه الدولارات من أجل خطة الكهرباء المفترض أن يبدأ تنفيذها بداية الشهر المقبل وعلى وزارة الطاقة شراء الفيول.
ويوضح أن هذا الأمر سينتهي مع جمع 300 مليون دولار كدفعة أولى لشراء الفيول، ليعود الدولار إلى سعره الطبيعي.
وماذا عن علاقة هذا الإرتفاع مع بدء تنفيذ الدولار الجمركي بداية الشهر المقبل؟ يشير إلى أن ذلك أيضاً يؤثر على رفع سعر الصرف لأن التجار يزيدون من حجم الطلب على الدولار قبل بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الجديدة.
ويؤكد أن مصرف لبنان سيتدخل قريباً للجم هذا الإرتفاع بعد أن يكون قد جمع المبلغ المطلوب لاستيراد الفيول.
أما بالنسبة إلى الرواتب الجديدة يجزم دكتور جباعي أن مصرف لبنان سيصدر قراراً باستمرار العمل بالقانون 161 أي أن الموظفين سيقبضون رواتبهم الجديدة بالدولار على سعر صيرفة بمعني سحب السيولة بالليرة اللبنانية من السوق، كما أنه سيؤدي إلى خفض سعر صرف الدولار.
لكن الموظفين سيتجهون إلى السوق السوداء لصرف الدولارات التي يقبضونها ألا يؤدي ذلك إلى الطلب المتزايد على الليرة وبالتالي إلى التضخم؟ يؤكد أنها دائرة لا بد منها لكن ذلك بالطبع سيؤدي إلى انخفاض بسعر الصرف لأن الطلب على الدولار سينخفض، لكن المصرف سيضطر الى ضخ 200 مليون دولار لدفع الرواتب على سعر صيرفة.