كتبت صونيا رزق في Lebtalks
في ظل “التخبيصات” القائمة على محور تأليف الحكومة، يستمر الصخب والتناحر وفرض الشروط بالمداورة، لذا لا تزال الامور تراوح مكانها، وليس هنالك من حسم بعد لأي خلاف، مما يعني انّ كل ذلك يبقى مرهوناً بالوساطات التي يجريها حزب الله لفك العقد، التي بدورها محتاجة الى ايدي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل معاً، وإلا لا حكومة بل تصريف اعمال طويل الامد.في غضون ذلك، تنقل مصادر السراي الحكومي، بأنّ ميقاتي لن يرضخ لشروط باسيل، وللعراقيل التي يضعها امام عملية التأليف، عبر فرض مجموعة تعيينات تشمل قيادة الجيش، وحاكم مصرف لبنان والجامعة اللبنانية، والى ما هنالك من وظائف هامة في مؤسسات الدولة، مشيرة الى انّ هذه الطلبات ازعجت الوسطاء لانها تخطت المعقول، وبالتالي بدّدت كل التفاؤل الذي صدر الاسبوع الماضي، بإمكانية تصاعد الدخان الابيض من السراي.
وفي السياق، لم تعد مسألة تبديل الوزراء قائمة على إسمين او ثلاثة، بل فتحت الباب على مصراعيه بعد مطالبة باسيل بإستبدال الوزراء المحسوبين على العهد، بأسماء اخرى من ضمن “التيار الوطني الحر”، الامر الذي يرفضه الرئيس المكلف، كما انّ إسم الوزير عصام شرف الدين لا يزال عالقاً، بعد رفض رئيس الحزب” التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط بأن يُستبدل، والرئيس نبيه بري يريد ايضاً تغيير وزير المال المحسوب عليه.
وبدوره يتهم ” التيار الوطني الحر” ميقاتي بالعرقلة، لانه يتدخّل في حصة العهد و”التيار”، وهدفه التحكّم بمسار الحكومة في حال الفراغ الرئاسي، لنيل صلاحيات الرئاسة الاولى، الامر الذي لن يقبل به الرئيس عون و”الوطني الحر”، مما يعني انّ عملية التأليف مستبعدة حتى إشعار آخر.
كل هذا يؤكد ما كان يكرّره رئيس المجلس النيابي نبيه بري، عند كل استحقاق اي المثل الشائع: ” لا تقول فول إلا ليصير بالمكيول”، والنتيجة لا فول ولا مكيول، بل إنهيارات بالجملة ليست على بال احد من اهل السلطة.