لمناسبة الوقفة التضامنية في الرابع من كل شهر، أصدرت جمعية أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت البيان الآتي:
ستة وعشرون شهراً مرت ونحن لا زلنا نطالبُ بالعدالةِ لضحايانا وشهدائنا الأبرياء، ولا زلنا نطالبُ المسؤولين أن يحكموا بالعدل ولكنهم للأسف لا يزالوا يسلطون سيوفهم المسلولة على العدل والعدالة ويغمدونها في قلوب الأمهات واليتامى، ليحموا أزلامهم المتّهمين وليحكموا زوراً على ما تبقى من الحق لطمس الحقيقة ودفنها مع ضحايانا.
يا من تحاضرون بالعدالة والعدل،
يا من تتفاخرون بالقانون وتستشهدون بالدستور الذي صنعتموه وشرعتموه أنتم حسب مقاسكم لتتستروا في ظله وتحتموا به،
نسألكم: من أعطى وزير العدل الحق بالتدخّل في عمل القضاء وتعيين من يحلو له من القضاة متخذ حججاً غير قانونية ولا أساس لها؟
كيف يحق لوزير العدل القيام ببدعة تعيين قاضٍ رديفٍ للنظر في قضية الموقوفين وجعل التحقيق علنياً بعد أن كان سرياً؟
للأسف نعم، هو مَن صرّح لنا في لقاءٍ سابقٍ معه بأنه لن يتدخل بالقضاء.
قلناها مراراً وتكراراً، كفوا أيديكم عن القضاء ونكرّرها لكم: لا للقضاء المسيّس ولا للتدخلات السياسية من هنا وهناك.
ننصحك أيها الوزير بعدم التدخّل لأنه ليس من مستواك العملي و الثقافي. ما أصعب أن تكون وزير عدل ولا تعرف عن العدالة أي شيء.
فلو كنتَ عادلاً لما تركتَ يد القاضي طارق البيطار مكفوفة، بعد أن كشف العديد من الملابسات الخطيرة و التي أدانت أكبر الرؤوس في البلد.
أيها الوزير لو كنتَ تمتلك ذرة واحدة من العدل، كنتَ أقله طالبت بتنفيذ مذكرات التوقيف والجلب، كما كنت ساعدت أهالي الموقوفين وأنت الذي كنتَ تجاهر بالعلن أنك غيور على قضيتهم و مصلحتهم.
ونقول له بأننا لسنا نحن مَن يتعامل مع السفارات ولا نتجول بسيارات فخمة ومرافقين وهذا الكلام لا يليق بشخصك ومكانتك الموقرة وشخصيتك المرموقة. هذا الكلام عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً ولا ينطبق علينا أو يمثلنا.
نقول لأهالي الموقوفين “تعالوا نضع أيدينا بأيدي بعضنا ونتحد سوياً من أجل كشف الحقيقة من دون اللجوء الى شعارات أو رفع إشارات توحي بانتماءات سياسية واضحة.
كما نطلب من الأهالي الإمتناع عن التلفظ بشتائم معيبة في حقكم و في حق ضحايانا.
فما عليكم الا أن تطالبوا مثلنا بإعادة القاضي الأصيل “البيطار” لمتابعة عمله و تحقيقاته التي قطع فيها شوطاً كبيراً، فهو من دون منازع سيبقى سيد الملف الملقى على عاتقه، والذي بذل مجهوداً جباراً للحصول على معلومات خطيرة.
مع القاضي البيطار لن تضيع الحقيقة وبوجود قاضٍ نزيه وشريف كالقاضي بيطار، لن يستطيع أحد أن يتهرّب من المساءلة والمحاسبة أو التباطوء في تنفيذ مذكرات التوقيف والجلب.
ونقول لأهالي الموقوفين “قضيتنا واحدة، الحقيقة والعدالة والمحاسبة”.
“تريدون معرفة سبب توقيف أقاربكم، ما عليكم سوى أن تقفوا الى جانبنا ومن دون أي شعارات وإشارات توحي بإنتماءات سياسية واضحة ولا شتائم معيبة في حقكم وفي حق ضحايانا، وأن تطالبوا مثلنا بإعادة القاضي الأصيل لمتابعة عمله وتحقيقاته.
لا نود أن نعمل بإتجاهين معاكسين كي لا تضيع الحقيقة لأن حلم المنظومة الحاكمة، هو للأسف دفن القضية وطمس ملامحها والتهرّب من المساءلة والمحاسبة.
أما بالنسبة لمشروع القانون المعجّل المكرّر الذي تقدم به النواب التغيريون، فنطالب بإقراره بالسرعة القصوى لأن قضية المرفأ لم تعد تحتمل الصبر ولا المماطلة كباقي ألاعيبكم الشيطانية التي اعتدنا عليها.
هذه القضية مختلفة جداً وسنبقى نلاحقكم حتى الرمق الأخير وحتى آخر نفس لنا، لنعرف ومن حقنا أن نعرف من تسبّب بقتل ضحايانا.
أما بالنسبة لمجلس القضاء الأعلى فنتوجه اليكم ونخاطب ضمائركم لعل وعسى كانت لا تزال صاحية و يقظة، بأن تحكّموها وأن تكونوا على قدر المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقكم وتحتكموا ال الضمير المهني والقسم الإلهي.
ولا تنسوا بأن العدالة السماوية آتية آتية لا محالة عاجلاً أم آجلاً، فلا ترضخوا للضغوط السياسية وضعوا نصب أعينكم دائماً التشكيلات القضائية ليستكمل التحقيق مجراه و لعله وعسى نستطيع أن نصل ولو لمرة واحدة الى الحقيقة في تاريخ لبنان كي لا تضيع دماء أبنائنا.
أما الحصة الكبرى فهي للنائب جبران باسيل الذي يحاول أن يتهم القضاء بالفساد وانهمك بقلب الأدوار وخاصة في قضيتنا، ولعب دور المرشد القانوني وتوجيه الإتهامات العشوائية التي نستغربها.
فمن قال لك بإن القاضي عبود إستدعانا ليجتمع بنا؟
ومَن صوّر لك بأنه دفعنا للوقوف في وجه أهالي الموقوفين؟
ومن أوشى إليك بالجلسات السرية في إجتماع مجلس القضاء الأعلى؟
ومن أخبرك بأن القانون يسمح بفرض قاضٍ رديفٍ لينظر بقضية الموقوفين ويترك قضية الشهداء والضحايا؟
ألا تعلم بأن الرديف هو البديل؟
وهل كل هذه المخالفات المرتكبة في حقنا أصبحت قانونية وشرعية ودستورية بالنسبة إليك؟
والمطالبة بالحقيقة والعدالة غير مشروعٍ لنا؟
ومن نصّبك محامٍ عنا؟
وأين كنتَ من أهالي الضحايا منذ سنتين؟
نعود ونؤكد: لا تتدخلوا بعمل القضاء ولا تستثمروا دماء الشهداء في تنفيذ مآربكم وغاياتكم الشخصية،
فكفاكم مراوغة وخطابات وشعارات.
أنتم أساس الخراب وأنتم سبب إنهيار ما تبقى من ركام دولة مهترئة.
قتلتم شعبها وتراقصتم على أنين الأطفال والأمهات وبكائهم.
وتذكروا دائماً أن قدرة الله أقوى من قدرة البشر.