كما كان متوقعاً بإن شهر ايلول سيكون ساخناً على الدولار لعدة عوامل سياسية ومالية ونقدية وإقتصادية، فقد بدأت حرارته ترتفع منذ الشطر الاول من هذا الشهر لتجتاز اليوم الـ38 فما هي العوامل التي دفعت باتجاه هذا الارتفاع.
ويلفت الباحث الاقتصادي الدكتور محمود جباعي في حديث الى “ليبانون ديبايت” ان هذا الارتفاع كان متوقعاً كما من المرجح ان يستمر بالارتفاع ليصل الى الـ40 الفاً إذا لم يتدخل مصرف لبنان بشكل سريع عبر اصدار تعميم كما كان يفعل في السابق والا لن يكون هناك من إمكانية لحصول إنخفاض بسبب غياب اي أفق اقتصادي من قبل الحكومة.
واعتبر أن خطة التعافي الاقتصادي والمالي التي وضعتها الحكومة لا ترتقي الى المستوى المرحو منها والتي تثير مخاوف المودعين بشطب اموالهم مما يخلق حالة من عدم الثقة بقدرة المصارف والمصرف المركزي والحكومة على اعادة اموال المودعين وتحسين الاقتصاد.
ومن الاسباب التي أدت الى ارتفاع الدولار أيضاً رفع الدعم المطلق عن البنزين حيث يحتاج لبنان الى من 130 الى 150 مليون دولار شهرياً لإستيراد البنزين اي ما يعادل 5 مليون دولار يومياً يتم سحبها من السوق وهو ما يعادل 30% من حجم الطلب على الدولار من السوق الموازي.
كما يشير الى سبب آخر يتعلق بوصول التضخم المالي الى معدلات قياسية حيث تخطى مؤشر اسعار الاستهلاك السنوي 250% عن السنة السابقة وهو مرشح للزيادة أكثر.
ويرى ان كل هذه العوامل والتأزم السياسي الواضح لجهة الاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة يخلق جواً ضاغطاً على الليرة مما يتسبب بإنهيارها.
لذلك فإن العين اليوم هي على مصرف لبنان الذي يتحمل بمفرده كل الاعباء النقدية والاقتصادية بظل غياب اي خطة للحكومة، وفي حال لم يتدخل سريعاً فإن الدولار الى رقم قياسي، ويتوقع جباعي أن يتدخل بعد فترة قصيرة ، الا ان هذا التدخل سيكون مرحلياً اذا لم تقوم الحكومة باجراءات فعلية.