كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
أيّها اللبنانيّ في باقي المناطق، لا تسأل عن وضع الكهرباء في مناطق الشمال، لا سيّما في طرابلس والمنية وعكار، لأنه باختصار لا كهرباء. فساعة تغذية واحدة كل 24 ساعة لا تعتبر تغذية، فكيف الحال إذا انقطعت هذه الساعة أيضاً واستمرّ الإنقطاع لأكثر من أسبوعين متواصلين؟
ما يحزّ في نفوس الناس أن في مناطقهم معملين للكهرباء، في نطاق قريب، معمل دير عمار ومعمل البارد الكهرومائي، فيما المنطقة تحت تأثير العتمة الشاملة. خلال كلّ تلك الفترة لا يسمع الناس إلّا أخباراً عن خروج معمل دير عمار عن الشبكة بسبب نفاد المازوت وعودة المعمل إلى الشبكة، والنتيجة صفر كهرباء منذ منتصف شهر آب. قضى الناس هنا كل فصل الصيف تقريباً من دون كهرباء رغم الحاجة الكبيرة إليها. فمن دونها لا ماء ولا برّادات، ولا أيّ شيء آخر سيكون متوفِّراً. كانت لمنطقتي المنية ودير عمار معاملة خاصة في السابق لكونهما في جوار المعمل والأكثر تأثّراً بروائحه، فكانتا تحظيان بأكثر من 16 ساعة في اليوم الواحد. الآن كلّ شيء تبخّر وصارت المنية ودير عمار وطرابلس وعكار سواسية في الإنقطاع الدائم، وسط حديث عن أن مناطق أخرى ذات طابع سياحي تنعم بالتغذية على حساب هذه المناطق. لم يعد أمام الأهالي إلّا النزول إلى المعمل والإعتصام للتعبير عن غضبهم.
مصادر إدارية في المعمل تشير إلى أن هناك انقطاعاً كاملاً في مادة الفيول وهذا سبب توقف المعمل عن تزويد الشبكة بالطاقة. وأمام عدم تصديق الأهالي رواية المعمل حاول المعترضون المعتصمون على مدى 3 أيام الدخول إلى حرمه للتأكد فعلاً من وجود الفيول في خزّاناته من عدمه.
إلى ذلك أشارت مصادر خاصة في معمل دير عمار لـ»نداء الوطن» إلى أن «المعمل ليس فيه مادة الفيول بكل تأكيد وهذا السبب الوحيد وراء الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي».
وقد دفع الجيش بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى أمام معمل دير عمار، فاقت بأعدادها أعداد المعتصمين والمتظاهرين بأضعاف، بالمقابل لا يبدو أن هناك أي حل يلوح في الأفق. كان لبنان موعوداً بالفيول العراقي لتغذية معامل إنتاج الطاقة فإذا بالوضع الأمني في العراق يتدهور فتغلق كل أبواب الحلّ الكهربائي في وجه لبنان، وتصبح الإعتصامات والتظاهرات أمام المعمل من دون جدوى، إلّا إذا صدقت الروايات عن باخرة قادمة في الـ15 من الجاري فعندها ستعود ساعة التغذية أو الساعتان وإلّا فحال معامل الكهرباء كحال البلد، جيفة ميتة والكل ينهش بها.